نيويورك ـ نزار عبودوقد تجلّى التناقض أول من أمس الاثنين عندما خرج رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، من اجتماعه مع بان ولارسن ليقول: «بالنسبة إلى المؤتمر الدولي حول لبنان، لدي الآن اجتماع مع السيد لارسن. ولقد فهمت أن السيد لارسن يعمل على هذا المؤتمر الدولي أو ما يسمى المؤتمر الدولي حول لبنان. وهو أمر قيد العمل، وهو فكرة ليست واضحة، ولم نخض بعد في التفاصيل. وسأحصل على المزيد في شأن ذلك من السيد لارسن».
وكانت ميشال مونتاس، المتحدثة باسم بان، قد نفت نفياً قاطعاً أن يكون هناك تفكير في عقد مؤتمر دولي بشأن لبنان، رغم أن لارسن كان قد نقل رسائل إلى عواصم عربية ودولية بهذه الفحوى موقّعة من بان كي مون شخصياً، ما دفع أحد الدبلوماسيين إلى التساؤل: «هل صاغ لارسن الرسائل واكتفى بان بالتوقيع عليها؟».
ويضاف إلى ذلك أن متحدثاً آخر باسم بان، هو فرحان الحق، قال لـ«الأخبار» أمس إنه، عكس ما صرّح به جعجع، لم يجر أي اجتماع بينه وبين تيري رود لارسن مساء الاثنين، غير الاجتماع الذي ضم الأمين العام. وقد يعني هذا أنه إذا كان قد حدث أي اجتماع فعلاً، فإن الأمانة العامة لا علم لها به.
كما أن ألفارو دي سوتو منسّق عملية السلام في الشرق الأوسط السابق، طعن في تقريره النهائي قبل استقالته في نيسان 2007، بنزاهة لارسن، واتهمه بأنه يخفي تحركاته عنه، رغم أنه أعلى رتبة منه في الدائرة السياسية. وكان دي سوتو يطّلع على ما يفعله لارسن من عواصم المنطقة أو من مصادر أخرى، لا من الأمانة العامة مباشرة. الأمر الذي يبدو أن ناظر الـ1559 لا يزال مواظباً على فعله حتى الآن، ما أثار حفيظة بان وعدداً من المسؤولين في المنظمة الدولية.
وقد سألت «الأخبار» ميشال مونتاس إن كان لارسن ينسّق جميع تحركاته مع روبرت سيري، منسّق عملية السلام الجديد في الشرق الأوسط، فقالت إن لارسن «يقدم تقاريره إلى الأمين العام حسب تفويضه، وإن سيري يطّلع على تلك التقارير»، ما يعني أن لارسن لا يتشاور مباشرة مع سيري.
وتلفت المصادر الدبلوماسية إلى أن الأمين العام عاد، منذ أسابيع، يشعر بتفرّد لارسن في خطواته، وبطريقة تضعه والمؤسسة الدولية أمام أمر واقع في الكثير من المواضيع، وعلى الأخص في المسألة اللبنانية. ولقد بلغ التفرّد حدوداً دفعت بان إلى الإعراب للارسن عن ضيقه الشديد من تصرفاته. لكن الأخير استمر في أسلوبه معتمداً على الدعم الأميركي القوي له، الذي تجلّى العام الماضي في التجديد له لمدة سنة كاملة. لكن، وحسب مصادر موثوقة، بلغ السيل الزبى، ومن المتوقع أن يصدر قريباً عن الأمانة العامة للأمم المتحدة بيان يعلن نهاية مهمة لارسن واستبداله «ربما لأسباب عائلية» خاصة، إذا ارتدّت مساعيه الحالية وبالاً على الأمم المتحدة وسمعتها.