فداء عيتانيإذا كانت تلك حالة الإعلام في بريطانيا كما يرد في كتاب نيك دايفيس «أخبار الأرض المسطحة»، فما بالك بإعلام العالم الثالث ومنه لبنان؟ فصناعة الرأي العام المكتوبة باتت تتعرض لتآكل يكاد يطيح دورها، وماكينة الأخبار الإعلامية المسموعة والمرئية ليست أفضل حالاً، فأغلب ما يُتداول من أخبار، يرد من مصادر متطابقة، والمصادر ليست البحث الحر، بل وكالات أنباء، ومواقف يطلقها سياسيون تكاد لا تساوي ثمن الحبر الذي طبعت به. وهو ما يطرح محلياً مشكلتين: الأولى توظيف الإعلام في خدمة الكلام السياسي المكرر، والسياسيين، والثانية وقوع الإعلام في حالة من التهميش يقذفه إليها الجمهور، ما عدا الأزمات الكبرى والإثارة الطائفية.
تعمل الصحافة على تعبئة فراغات في الصفحات وساعات البث، وتعتمد في ذلك على الوكالات المحلية والدولية، وأية تجربة مختلفة في الإعلام تتعرض لحرب من الطاقم السياسي، والمعلنين، ولكن حتماً ليس من القارئ. هو العالم مسطحاً تريده قوى رئيسية في الحياة العامة، ولكنها حتماً ليست القارئ.
راجع قراءة جون لانشستر لكتاب ديفيس في «الأخبار» عدد 479