محمد مصطفى علوشكان لافتاً الحشد الجماهيري الذي تقاطر على بلدة المنية يوم الأحد، إحياءً لذكرى الأسير يحيى سكاف. وكان لافتاً أيضاً هذا الاهتمام من قوى المعارضة التي حرصت على حضور الاحتفال وتمثيل كبار الشخصيات فيه، الأمر الذي يطرح تساؤلاً عن مغزى هذا الاهتمام وعن إصرار منظّم الاحتفال رئيس «المركز الوطني للعمل الاجتماعي» كمال الخير على إحيائه في قاعة المركز داخل البلدة، بينما أرجئ اللقاء التضامني مع سكاف ورفاقه في بيروت، رغم أن جهات من داخل البلدة أصرّت منذ العام الماضي على إفشاله وحالت دون وصول ممثّلي كلّ من رئيس الجمهورية السابق وحزب الله، فضلاً عن وفد السفارة الإيرانية.
مصادر مستقلة قرأت في إصرار المعارضة على حضور الاحتفال رغم الأخطار المحفوفة بالحضور رسالة قوية في أكثر من اتجاه، مفادها أن «قوى المعارضة لن تقبل بترك بلدة شمالية واحدة فيها نفوذ لها، فكيف ببلدة المنية وما تمثّله كبوابة لمحافظة عكار».
من جهته، رئيس «هيئة العمل الاجتماعي في المنية» الشيخ أحمد الغريب رأى أن من الطبيعي أن يحصل الاحتفال في البلدة، لأن سكاف هو منها، وأن منطقته لتزهو به، إلّا أنه يؤكد أن الاحتفال حمل مؤشرات تدل على تقلّص نفوذ «المستقبل» داخل البلدة، مشيراً إلى أن هذا التراجع بدت ملامحه قبل نحو شهر تقريباً حين نفذت «هيئة العمل» اعتصاماً حضره 600 شخص معارض.
ويتابع الغريب: «كشف احتفال 14 شباط حقيقة قوى الأكثرية. لقد أهانوا الناس في ذكرى اغتيال الحريري، حتى إن أحدهم قال إنها تظاهرة المئة دولار. لقد توجه الناس، وبشكل كبير، إلى قوى المعارضة لاجئين إليها. وبـ«هيئة العمل الاجتماعي» التي أديرها، التحق عشرات الشباب ممن كانوا محسوبين على تيار المستقبل».
أمّا عضو تجمع العلماء المسلمين، ممثل جبهة العمل الإسلامي في المنية، الشيخ مصطفى ملص، فيعود فخي الحوادث إلى عام مضى حين «أسسنا «اللقاء التضامني» الذي أقيم بعده بأسبوع احتفال ذكرى الأسير سكاف.
ويتابع: «أدركت قوى الموالاة أن ممارستها السابقة كانت سلبية وأعطت الاحتفال وهجاً إعلامياً حد أن قناة «الجزيرة» نقلته على «الجزيرة مباشر». أرادوا هذه المرة أن يمضي الاحتفال دون إثارة حتى لا يظهر حجم المعارضة في المنية».