مكتومو هويّة وأعضاء سابقون في جيش لحدديما شريفبعد ثلاثة أعوام على 14 آذار تعدّدت «مؤسّسات» هذا التجمّع لتتمأسس أخيراً مع استحداث أمانة عامّة لقوى 14آذار إلى جانب لجنة المتابعة. أما في بلدان الاغتراب العديدة، فتتنازع ثلاث وكالات أحقيّة تمثيل لبنانيّي الشتات
أن تحاول حصر المنظمات التي لها شرف حمل لقب 14 آذار يعني الغوص في متاهات منظمات ومؤسسات متعددة تجعلك تتذكر منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المنتشرة في كل بقاع الأرض. فإضافة إلى «قوى 14 آذار»، نجد لجنة متابعة وأمانة عامة، و«تضيع الطاسة» بين صلاحيات كل منهما، وخصوصاً أنهما تتشاركان العديد من الأعضاء. هذا من ناحية العمل الداخلي، أما في دول الشتات، فقد كان للبنانيين تجربة «سيادية» سابقة مع اللجنة الأميركية لتحرير لبنان الـ USCFL، التي يترأسها اللبناني زياد عبد النور، والتي كانت بين اللوبيات التي سهلت للعماد ميشال عون استصدار قانون محاكمة سوريا من الكونغرس الأميركي عام 2004. وبعد ثورة الأرز والمساندة الدولية لها تشجع لبنانيو الشتات لتأسيس لوبياتهم لدعم لبنان من الخارج، متناسين أن أغلبهم اضطر إلى الاغتراب بسبب سياسات من هم الآن مسؤولو الثورة الأرزيّة.
بداية مع التجمع الاغترابي لقوى 14 آذار، إذ أول ما يستقبل أي باحث «عمن نحن» في الموقع الإلكتروني الخاص بهم هو «لا يوجد مواضيع في هذا القسم». تبحث في الموقع لساعات ولا يمكنك أن تكتشف من يقف وراءه، فلا وسيلة للاتصال سوى عنوان بريد إلكتروني. لا هيكلية تنظيمية للتجمع، ولا تمثيل عملياً لآذاريي الشتات. بين وقت وآخر، وفي المناسبات الآذارية تنقل وسائل إعلام الأكثرية نشاطات لجان الاغتراب وتجمعاته في الدول الأوروبية والعربية، مثل التظاهرات والاعتصامات أمام السفارات السورية وإضاءة الشموع في الساحات.
أما الموقع الخاص بالمجلس العالمي لثورة الأرز، فلا يعرّف بجميع أعضاء المجلس باعتبارهم أغنياء عن التعريف، ما يجعل التمييز بينهم وبين أعضاء «الجامعة اللبنانية الثقافية» في العالم صعباً، ويلتبس بالتالي العديد من الأسماء. يزخر موقع المجلس بالتقارير الصحافية التي تواكب نشاطات الفاعلين الأساسيين في ثورة الأرز. يترأس المجلس جو بعيني وأمينه العام توم حرب الذي يراه البعض وزير خارجية لبنانيي الشتات، واسمه الأصلي عاطف حرب.
يستقبل البث الإذاعي الخاص بالمجلس على الإنترنت العديد من المحللين السياسيين المطلعين على الوضع الداخلي من الناحيتين السياسية والأمنية، وأهمهم على الإطلاق الكولونيل المتقاعد شربل بركات الذي كان نائب قائد جيش لبنان الجنوبي. وهو يدلي برأيه في المأزق اللبناني الحالي والوضع السياسي المتأزم. وكان بركات ضيف راديو المجلس 6 مرات في فترة تمتد من حزيران 2007 إلى شباط 2008 ليشكل أبرز محلل لديها. منصبه الرسمي هو «مستشار ثورة الأرز في شؤون الإرهاب». ومن ضيوف البرنامج أيضاً أحمد كامل الأسعد، روجيه إده، روجيه عزام (المسؤول السابق في التنظيم)، كميل دوري شمعون وكارلوس إده ووليد فارس الذي كان من قادة الجبهة اللبنانية ومن أهم المحاضرين في مؤتمر عقده معهد إسرائيلي في حيفا عام 1999 عن الانسحاب المحتمل للجيش الإسرائيلي من لبنان. ويمكن التقاط البرنامج شبه الأسبوعي في لبنان على راديو المشرق.
ويروج المجلس العالمي لثورة الأرز لنفسه أنه يمثل طموحات ملايين من اللبنانيين المنتشرين في الشتات. ومن أعضاء المجلس العالمي مسؤول حقوق الإنسان كمال بطل الذي أقام دعوى قضائية على «الأخبار» لأنها كشفت اجتماعه مع إسرائيليين العام الماضي.
عقد المجلس خلوته الأولى في الذكرى الأولى لثورة الأرز في مبنى الكابيتول في واشنطن برعاية أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي وحضور سيناتورين ورعايتهما، مع مشاركة أوروبية لنواب من البرلمان الأوروبي ومشاركات هاتفية لنواب وزعماء في ثورة الأرز.
ترى وسائل الإعلام الغربية وبعض وسائل الإعلام العربية أن المجلس العالمي لثورة الأرز هو منظمة غير حكومية تضم نشطاء لبنانيين عالميين، فيما أُنشئ لمساعدة اللبنانيين في الوطن على «تنفيذ أهداف ثورة الأرز والتحرير». يؤمن أعضاء المجلس بأن هناك حرباً إرهابية على ثورة الأرز. وقد حضر إحدى جلسات خلوته الأولى في واشنطن التي عقدت تحت عنوان «تهديد الديموقراطية في لبنان» رئيس حزب التغيير السوري فريد الغادري الذي زار إسرائيل العام الماضي، وقد وصفته نشرة «المحرر» الإلكترونية الناطقة بالعربية التي تصدر من لندن بأنه أحد قادة المجموعات العربية والشرق الأوسطية الديموقراطية.
تهتم الدوائر الرسمية الأميركية بالمجلس العالمي لثورة الأرز اهتماماً كبيراً، فيما رأى أحد مسؤولي مؤسسة محاربة الإرهاب الأميركية أندرو كوكران أن هجوم سوريا ـ حزب الله على ثورة الأرز لا يطاول حرية لبنان وحدها، بل يؤثر على الأمن القومي الأميركي.
ممثلنا الآخر في الشتات هو «الجامعة اللبنانية الثقافية» في العالم (ولا أحد يعرف كيف التصقت باسمها صفة «ثقافية» بدون أي وجه حق) وهي، وفقاً لدستورها، منظمة مدنية مستقلة وغير حكومية بعيدة عن السياسة والدين ولا تبتغي الربح. وتصف الجامعة نفسها بالممثل الشرعي الوحيد للبنانيين في الشتات، وتهدف لنشر مبادئ الأمم المتحدة والحفاظ على الإرث الحضاري اللبناني وتمنع الانتساب إليها لمن هم في منظمات أو تجمعات ذات توجهات وأهداف معارضة لوجود لبنان وطناً. يترأس إيلي حاكمة الجامعة في الوقت الحالي، فيما يتولى جورج أبي رعد مهام الأمانة العامة. وتعاني الجامعة انقسامات هددت وجودها وانتهت في المحاكم («الأخبار» عدد 29 آب 2007). ومنذ فترة دخلت الجامعة مع المجلس في تلاسن بشأن شرعية تمثيل المغتربين اللبنانيين.


14 آذار داخلياً
مرّ على لجنة المتابعة لقوى 14 آذار أسماء كثيرة، وتنوع الحضور السياسي فيها، وضمت دائماً أسماء نواب وفاعليات من مختلف الأحزاب والقوى السياسية كان منهم النائبان المرحومان أنطوان غانم ووليد عيدو.
وفيما يبدو واضحاً اختيار بعض الأسماء المعروفة، ترى غيرها ممن لا يمثِّلون أي ثقل حزبي أو شعبي، أو من كان سقوطهم مدوياً في الانتخابات النيابية الأخيرة في مناطق نفوذهم التقليدية نظراً إلى أن مواقفهم لم تعد تستهوي قواعدهم.