استضافت الزميلة مي شدياق مساء أمس في برنامج «بكل جرأة» على شاشة «أل. بي. سي.» الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وجرائم أخرى إذا ثبت تلازمها معها، ديتليف ميليس. بدأ ميليس كلامه بالإعلان أنها آخر مقابلة إعلامية له في الملف اللبناني، ثم قال «القاضي الأكثر شعبية في لبنان» (كما وصفته ال. بي. سي.) إنه كان قلقاً على حياته وحياة فريقه عمله بعدما تلقى واللجنة تهديدات جدية، إذ قرّر عدم قبول تمديد مهلة منصبه رئيساً للجنة التحقيق الدولية.
وخلال المقابلة لمّح ميليس إلى خضوع خلفه في رئاسة اللجنة لضغوط وتهديدات بالاغتيال. وتحدّث لاحقاًَ عن المساعي التي بذلها لتثبيت علاقة ثقة باللبنانيين وقال إن الأسلوب العمودي في التحقيق أي من القاتل إلى رأس الهرم لم يكن مجدياً، فقرّرنا استخدام منهجية مختلفة في التحقيق.
وبُثّ خلال المقابلة ريبورتاج مصوّر عن التحقيق والمحكمة تخللته كلمات من خطاب للسيد حسن نصر الله يسأل خلاله عن صدقية محكمة تهدّد بها فرنسا تارة وأميركا تارة أخرى.
وهنأ ميليس رئيس بعثة تقصّي الحقائق بيتر فيتزجيرالد على عمله وقال إن تعريف البعثة لدوافع الجريمة كان مطابقاً مع تعريف فريقه.
وكشف ميليس أن التحقيقات كلفت الملايين وستكلف المزيد.
وعن اعتقال الضباط الأربعة قال إنه كانت لديه دلائل على أنهم كانوا ينوون مغادرة لبنان من جهة، ودلائل على علاقتهم بالجريمة من جهة أخرى، وأكد أنه حتى مغادرته منصبه رئيساً للجنة في كانون الثاني 2006 كان اعتقال الضباط الأربعة قانونياً وقال إنه لا توجد مذكرة صادرة عن الأمم المتحدة تطلب إطلاق سراحهم.
وأكد أن اعتقال الضباط الأربعة شرعي بحسب القانون اللبناني، وعندما سألته الزميلة شدياق عن دعوى وكيل اللواء الركن السيد المحامي أكرم عازوري عليه بجرم اختلاق حقائق أجاب: «هذا يفتقد الدقة» ثم قال «إن هذا ادّعاء...» (تتحفّظ الأخبار عن نشر العبارة بسبب قانون المطبوعات).
وأكد أن الشاهد والمدّعى عليه محمد زهير الصدّيق ما زال يمثّل ركيزة مهمة للتحقيق لكنه أفاد أنه لا يعلم أين هو الصدّيق اليوم، وأكد أن السلطات الفرنسية كانت قد اعتقلته خلال عهد ميليس.
وتساءل عن دوافع الشاهد هسام هسام للكذب أمام اللجنة أو في مؤتمره الصحافي.
وفي شأن آخر قال ميليس إن ما سُمّي اللائحة السوداء للاغتيالات هي من صناعة الإعلام اللبناني. وقال إن استنتاجه الشخصي قدمته للجمهور جهة مهتمة. وفي شأن آخر قال ميليس إنه التقى الشهيد وسام عيد مرة أو مرتين لكنه عمل معه في التحقيقات نفسها.
وعن الرئيس إميل لحود أكد ميليس أنه كان متعاوناً وأنه ليس مشتبهاً به. وعن تقدم التحقيقات قال ميليس إن براميرتس لم يضف شيئاً على نتائج تحقيقاته. وعن ندمه لاختيار براميرتس خلفاً له قال إنه يشعر به «نوعاً ما».
وعن سرية التحقيقات قال إن للناس الحق في أن يعرفوا عن تقدم التحقيقات وذلك لجذب الشهود.
وأنكر ميليس أن يكون قد وجّه اتهامات في السابق لأي جهة. وأخيراً أعلن أنه لا يعرف شيئاً عن الموقوف فيكتور بوت الذي ذكرته «الأخبار» في تحقيق ذكرت فيه احتمال علاقته بنقل الميتسوبيشي من الإمارات الى لبنان.