strong>ليال حدادنظّمت مدرسة سيدة العطايا للراهبات الأنطونيات في الدكوانة مسيرة لتلاميذها من أجل المطالبة بالسلام في لبنان والعالم. وتجّمع أكثر من خمسمئة تلميذ في ساحة المدرسة حيث رفعوا لافتات أنشدوا أغاني تطالب بوقف الحروب، وإعطاء الأطفال حقهم بالعيش بسلام
ملّ أطفال لبنان من الصراع السياسي والحديث المستمرّ عن عودة الحرب، وأزعجتهم صور الأطفال الشهداء اليومية في العالم. ونيابةً عن هؤلاء الأطفال انتفض تلامذة مدرسة العطايا للراهبات الأنطونيات في الدكوانة ضدّ ما يعوق استمتاعهم بطفولتهم، طالبوا بالسلام بأعلى صوتهم ورفعوا لافتات تطالب باستعادتهم لطفولة مفقودة في بلدهم.
تصرخ الطفلة كارن أبو زيد «بدنا السلام» تكرّر العبارة باللغة الإنكليزية «we want peace»، ترفع لافتتها عالياً وتشرح سبب حماستها للمشاركة في مسيرة السلام، «على حكام العالم أن يفهموا أنّ لنا الحقّ بالحياة، لا نريد الموت ولا الحروب، نريد أن نعيش جميعاً في بلدنا بسلام».
أما التلميذة جاكلين عطية، فأوضحت ببساطة أنها ضد الحرب «لأنو بالحرب بس الأولاد بموتوا والكبار ما بصرلن شي». تشرح عطية أنها لا تخاف من الحرب وأنها قوية، لكنّها لا تريد أن تعود وتسمع الأصوات التي سمعتها منذ سنتين في عدوان تموز «كان الصوت بيخوّف، وكل شوي حسّ إنو بدنا نموت وتاني شي ما كنت شوف إلا ولاد كلن دم على كل محطات التلفزيون، حرام الأولاد».
غنّى تلامذة المدرسة «يا كلّ شعوب الأرض عيشوا السلام، يا كلّ أديان الأرض عيشوا السلام»، وأطلقوا البالونات البيضاء والحمراء والخضراء إلى السماء «هيدي ألوان علم لبنان، نحنا بدنا كل اللبنانيين يتذكروا إنو في علم بيوحّدهن مع بعض»، يقول التلميذ جو حصباني. وبعد ثوان امتلأت سماء الدكوانة بمئات البالونات «يا ليتنا نستطيع أن نطير نحن أيضاً إلى كل دول العالم لنمنع الحروب»، تقول أبو زيد.
بدا كل التلامذة مقتنعين بضرورة السلام، في العالم وتحديداً في لبنان. كما رفض الأطفال الشتائم المتبادلة بين الزعماء السياسيين والتهويل الدائم بعودة شبح الحرب «لازم يمنعوا نشرات الأخبار والصحف»، يؤكد التلميذ جوزف خوري في إطار بحثه عن طريقة لتخفيف الاحتقان الموجود في الشارع «وهكذا لا يعود للزعماء أهمية ويحلّ السلام».
وبعيداً عن الاستهلاك السياسي للألوان، كتب التلامذة شعاراتهم بكل الألوان السياسية وطالبوا بوقف الحروب في العالم بكل اللهجات «هكذا كل العالم يفهم ماذا نريد»، يقول حصباني. ومع ذلك يضحك أحد التلامذة، ويشير إلى لافتته التي كتب عليها «نريد السلام لنعيش طفولتنا» باللون البرتقالي ويقول: «انبسطت إنو حملت هيدي اللوحة لأنو مكتوب عليها بالأورنج وأنا بحب الجنرال عون يعني منيح يلي ما حملت وحدة لونها أزرق شو كان بدي قول للمعلمة».
وحضر عدد من الأهل الذين شاركوا أولادهم مسيرتهم المطالبة بالسلام «نحن خائفون من الحرب أكثر من الأطفال، لا نريد لأولادنا أن يعيشوا ما عشناه نحن في طفولتنا. فعند أول طلقة مدفع سأحمل عائلتي وأسافر إلى أي وجهة في العالم»، تقول مريان الحاج.
من جهتها، توضح المعلّمة سامية خوري أن هدف المسيرة هو توعية الأطفال على أهمية السلام وإبعادهم عن التشنّج السياسي الموجود في البلاد «فرغم منع السياسة في المدرسة إلا أنّ الأجواء في المنزل والاستماع إلى نشرات الأخبار يؤثّّران بطبيعة الحال في الأولاد». وتأتي مسيرة السلام التي نظمتها المدرسة ضمن المهرجان التربوي العالمي بعنوان «طبول السلام».