ديما شريفباتت متابعة الدراسة في معهد العلوم الاجتماعية ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية شبه مستحيلة، بعدما انتقلت أعمال ورشة البناء القريبة إلى مدخل مبنى التدريس، حيث تسبّب الضوضاء المستمرة من الآليات التي تبدأ العمل التاسعة من صباح كل يوم، هروب الطلاب. فمنذ بداية العام الدراسي الحالي وورش البناء لا تنتهي ما يجعل توقيف الأساتذة للدروس أمراً شبه يومي لكونهم لا يستطيعون التعليم في أجواء الصخب المستمرة.
ويقع المعهد في منطقة سكانية مكتظة وهو مؤلف من مبنيين يفصلهما شارع. وفي الأصل فالمبنيان سكنيان وليسا مؤهلين لاستضافة كليات جامعية. وفيما يفترش الطلاب المقاعد على الرصيف قرب أحد المبنيين يجلس آخرون على الرصيف نفسه أمام المبنى الآخر. وعندما تبدأ الآليات الضخمة بالعمل لا يستطيع الطلاب الدراسة أو البقاء خارج مبنى المعهد بفعل الصوت الذي يصمّ الآذان والغبار المتصاعد من الردميات ومازوت الآليات الكبرى.
وفيما رفضت الإدارة والأساتذة الحديث عن القضية، أفاد بعض الموظفين أنّ المشكلة ليست جديدة فأكثر من منتصف العام الدراسي مضى في ظل الأصوات التي تصدر من ورشة البناء المتاخمة للجامعة. وقبل أشهر عدة كان الصوت أكبر عندما بدأ الحفر في الأرض بواسطة «كومبريسور» كبير فيما لا تتوقف اليوم الجرافتان والشحن الكبير عن العمل لنقل التراب وسائر الردميات. ويضيف بعض الموظفين إن المسؤولية تقع على إدارة الجامعة لتأمين بديل للطلاب إذ يُعد الشهران الأخيران من العام الدراسي مهمّين بالنسبة إليهم لجهة الحصول على المقررات. ورأى أحد الموظفين أنّ نقل المعهد غير وارد في في الفترة القريبة لكون المشاكل لا تزال تلاحق الموضوع بعد رفض بعض الأساتذة الانتقال لكونهم يسكنون قريباً من المنطقة التي يقع فيها المعهد وكل ما يحصل له ارتباط سياسي ولا أحد يكترث لوضع الطلاب.
الطلاب مستاؤون مما يحصل فالعام الدراسي يضيع بين أصوات الآليات التي تحفر وتلك التي تنقل. ويروي بعض الطلاب أن الإدارة وعدتهم منذ شهرين بمحاولة حل المشكلة وجرى توقيع عريضتين لمحاولة إيصال صوت الطلاب إلى المعنيين من دون جدوى. وطلب بعض الطلاب نقل الكلية إلى المجمع الجامعي في الحدث أو البقاء في المبنى نفسه بعد حل مشكلة الصوت المزعج والاتفاق مع المتعهد على العمل بعد الدوام الجامعي. ورأت بعض الطالبات أنّ من حقهن التعلم بهدوء وفي موقع مناسب. وأكد بعض الطلاب أنّ نقل الكلية إلى مبنى آخر هو الحل الوحيد وليس بالضرورة أن يكون المجمع في الحدث بل أي مبنى مؤقت قريب من المبنى الحالي يكون خالياً من المعوقات لعملية الدراسة، فيما أوضح طلاب آخرون أنّ مجمع الحدث لا يمثّل حلاً بالنسبة إليهم لكونه بعيداً جداً ويصعب الوصول إليه. ورأى بعض الطلاب أنه ليس من حقهم طلب إيقاف المشروع لأنّ في ذلك قطعاً لأرزاق الناس، لكن من الضروري إيجاد حل للمشكلة.
وفيما يندر أن تجد طلاباً كثراً في المعهد هذه الأيام بسبب عدم القدرة على الدرس ينتظر الطلاب أن يقوم المدير ومجلس الكلية بخطوات عملية تجعلهم يعودون إلى الدراسة الهادئة قريباً.