آمال خليل ـ علي عطوياحتفلَت قوّات الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفيل»، أمس، بعيدها الثلاثين. لم يكن الحفل استثنائيّاً، فاليونيفيل موجودة في لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي في عام 1978... ولم يعد اللبنانيّون ينتظرون خروجها، وخصوصاً أنّ وجودها الذي كان في وقت سابق مؤقّتاً، أصبحَ اليوم وجوداً فعليّاً لا يسهل الاستغناء عنه بسهولة.
ولهذه المناسبة، أقامت قوّات اليونيفيل احتفالاً في مقرّها العام في الناقورة، شارك فيه جنود من 25 كتيبة دولية انضمّت إليها تباعاً، وكانت آخرها الكتيبة الكورية قبل أقل من عام بعد تعزيز عديدها بموجب القرار 1701. وشدّد القائد العام للقوّات الجنرال كلاوديو غرازيانو على «أنّ هذه المناسبة هي بمثابة إعادة تأكيد على التزام اليونيفيل الكامل بواجباتها، بالتعاون الوثيق مع القوّات المسلحة اللبنانية للحفاظ على السلام والاستقرار». وكذلك، استذكر غرازيانو نشأة اليونيفيل في 19 آذار عام 1978 بموجب قرارَي مجلس الأمن رقم 425 و426، مستعرضاً المهمّات الجديدة التي تولّتها القوّة الدوليّة بفعل القرار 1701.
وفي القاعة الداخليّة، افتتح غرازيانو، معرض الصوَر الذي ألقى الضوء على إنجازات اليونيفيل خلال 30 عاماً من وجودها في لبنان. وخلال الحفل، أعلن غرازيانو «انتهاء مهمّة نائبه الجنرال جاي نهرا بعدَ سنتين من خدمته، وتعيين الجنرال أبوربا باردالاي خلفاً له».
وفي السياق ذاته، كرّمت، أوّل أمس، قيادة اليونيفيل الإيطالية الوحدة الإيطالية العاملة فيها والتي ترأس القطاع الغربي، وتضمّ العدد الأكبر بين الوحدات المؤلف من 2500 ضابط وعنصر من اللواء المدرع 132 «آرييتي». وقد قلّدتهم القيادة أوسمة السلام باسم بان كي مون لمناسبة اقتراب نهاية مهمّتها.
وقد أقيم الاحتفال العسكري، هذا العام، في مقر الوحدة في شمع ـ قضاء صور، بعدما درجت العادة على تنظيمه في الملعب الروماني الأثري لدواعٍ أمنية، وحضره السفير الإيطالي غبريال كيكيا والجنرال غرازيانو ورئيس اتّحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني وممثّلو قيادات اليونيفيل والجيش اللبناني. ورأى غرازيانو أن «الالتزام المستمر من قبل جميع الأطراف بوقف العمليات العدائية من أهم الاعتبارات في تطبيق القرار 1701 وهو ما زال ثابتاً حتى تاريخه»، مؤكّداً أنّ «القوّة الإيطالية ستتابع التزامها تجاه اليونيفيل، وقد برهنت عن مسؤولية ومهنية عالية وعطاء كبير، وهي مستمرّة».