حسن عليقفقبل أسبوعين من العثور على الذخائر المذكورة، وردت إلى القوى الأمنية تقارير تتحدّث عن نقل كمية من الأسلحة والذخائر على دفعات إلى شقة في المنطقة الصناعية في الكرنتينا (تقع تقريباً في منتصف الطريق بين مجمع ميشال المر الرياضي ومكان الانفجار الذي يشتبه في استهدافه سيارة تابعة للسفارة الأميركية يوم 15/1/2008). وبعد متابعة القضية، ظهر ما يشير إلى صحة هذه التقارير، وعلمت «الأخبار» أن رجال الأمن تمكنوا من جمع معلومات إضافية:
كمية الأسلحة والذخائر أكبر مما ورد في التقارير الأولية (قُدِّرَت بحمولة شاحنة واحدة أكثرها من الذخائر). كما حُدِّدَت الجهة التي وضعتها، إضافة إلى المسؤول المباشر عن نقلها، وهو مسؤول أمني محلي في أحد أحزاب الأكثرية، يُدعى م. ت.
وتحدّث أحد التقارير عن أن داخل الشقة المشار إليها ثلاثة مدافع هاون (واحد من عيار 60 ملم واثنان من عيار 82 ملم) مع عدد من صناديق القذائف، وأكثر من خمس قاذفات B7 مع عدد كبير من قذائفها، ورشاشات جديدة من نوع ماغ (أميركية الصنع) وأخرى من نوع BKC (روسية الصنع) مع كمية من ذخائرها، وعدد من بنادق الكلاشنيكوف الجديدة (كعب خشب) مع صناديق ذخيرة، بنادق M4 (M16 حديثة محفور على عدد منها من المنشأ أنها «ملك للحكومة الأميركية»)، إضافة إلى عدد كبير من القنابل اليدوية إسرائيلية الصنع و«المقنبلات» والقذائف التي تطلق من فوهة بندقية AKS. وأضافت المعلومات الأمنية التي تمكّنت «الأخبار» من الحصول عليها أنه كان في الشقة أكثر من 50 درعاً واقيةً من الرصاص (صنع ألماني) وعدد مماثل من الخوذات. كما تحدّثت عن وجود ذخائر قديمة تتطابق مواصفاتها مع الذخائر التي عُثِر عليها في مكب النفايات لاحقاً.
المؤسسة الأمنية التي وردتها المعلومات المصنفة تحت خانة المؤكد لم تُحرِّك ساكناً، وفُسِّر هذا السكوت بأنه إما لتهيئة الجو السياسي قبل التحرك ومصادرة الأسلحة المذكورة، أو تماشياً مع «أسلوب عملها» القاضي بعدم الإقدام على ما من شأنه تعكير علاقاتها مع الأطراف السياسية المختلفة. لكن المفاجأة كانت في فقدان محتويات المخزن المذكور قبل أيام قليلة من العثور على الذخائر المرمية. وعلمت «الأخبار» أن الجهة التي ينتمي إليها المسؤول المحلي م. ت. تشتبه في قيامه ببيع محتويات المخزن المذكور، بعدما تخلّص من الذخائر القديمة وغير الصالحة للاستخدام (والتي عثر عليها في مكب النفايات).