«صحيح أنها زميلتي في الجامعة، لكنّني لم أكن أعرف أنها مهضومة لهذه الدرجة»، تقول ميساء عن صديقتها في اليوم الأخير من ورشة العمل التي نظّمتها جمعيّة «صحافيون» ومؤسّسة فريدرش إيبرت تحت عنوان «دور الصحافيّين الشباب في ظلّ الصراع الأهلي». شارك في الورشة نحو ثلاثين طالباً وطالبةً من كليّة الإعلام والتوثيق بفرعيها الأول والثاني في الجامعة اللبنانيّة على مدى ثلاثة أيام.وقال مدير مؤسسة فريدرش إيبرت في لبنان، سمير فرح، إنّ الإعلام يؤدي دوراً كبيراً في تغيير الرأي العام وصناعته، وبالتالي فإن للصحافيين الشباب دوراً أساسياً في تطوير المجتمع. كما تحدّث عن علاقة المؤسسة بالصحافيين، وخصوصاً الشباب منهم.
ثم بدأت ورشة العمل بتمارين تواصليّة على التنميط والأحكام المسبقة وتقبّل الآخر، مع المدرّب جو حدّاد. وكان لافتاً ردّات الفعل تجاه كلّ تمرين، وخصوصاً تمرين القطبين: إذ كان حدّاد يقول كلمة وتنقسم المجموعة على أساسها إلى اثنتين: مع وضدّ: سلاح المقاومة، السلم مع إسرائيل، الزواج المدني، ترميم الحكومة، انتخاب رئيس الجمهوريّة مباشرة من الشعب، إجراء الانتخابات النيابيّة قبل الرئاسيّة، الإعدام، العروبة...
ولوحظ أنّ الانقسام بين المختلفين سياسياً لم يكن دائماً، وهو ما فتح شهيّة المشاركين على نقاش هذه العناوين.
ثم كان لقاء مع الزميل فداء عيتاني، دار حول كيف يستطيع الصحافي أن يعمل في ظلّ الاستقطابات السياسيّة والطائفيّة الحادّة من دون أن يسهم هو نفسه في التعبئة المذهبيّة. ودار نقاش بين عيتاني والمشاركين بشأن عمله في وسائل إعلاميّة وتغطيته لعدد من الحروب الإسرائيليّة على لبنان.
ثم كان لقاء مع الزميلين شربل عبّود من تلفزيون المستقبل وحسن حجازي مراسل الفضائيّة المصريّة في لبنان، تناول مشاركتهما في تغطية العديد من الانفجارات والأحداث الأمنيّة والتظاهرات التي حصلت في لبنان أخيراً.
وعمد المشاركون إلى تفكيك عناصر المانشيتات لخمس صحف لبنانيّة في صبيحة اليوم الذي أعقب أحداث مار مخايل. وحاولوا إيجاد العبارات الطائفيّة والعنصريّة التجييشية إذا صح التعبير واستبدالها بعبارات أخرى. وتطرق صحافيو المستقبل مع الزميلة مارلين خليفة إلى التحقيق الصحافي، وطرقه المختلفة.
وتميّزت السهرات التي استمرت في غرف فندق بادوفا حتى ساعات الصباح الأولى بجلسات جامعة للمشاركين تحدّثوا فيها عن السياسة والاختلافات بينهم. وتناولت اللقاءات قضايا سياسيّة وأخرى اجتماعيّة وشخصيّة. وفي اليوم الأخير، تحدّث بعض الأصدقاء عن اصطدامهم بمواقف لزملاء لهم تجاه الوجود الفلسطيني وإعطاء اللاجئين حقوقهم المدنيّة، والجنس قبل الزواج... وتنظّم «صحافيون» و«فريدرش إيبرت» ورشة عمل ثانيّة للمجموعة ذاتها لاستكمال التدريب والتواصل في 18، 19 و20 نيسان المقبل.
(الأخبار)