رضوان مرتضىعندما شيّد المهندس ألكسي مكرزل منزلاً على عقاريه الواقعين على تلة مشرفة، بقيمة تزيد على مليوني دولار، وأحاطها بحديقة غُرست بالأشجار ثم جهزها بمسبح خاص، لم يكن يعلم أن هناك بناءً سيشيّد وسيحجب إطلالة «فيلته» ويجعلها تحت مرمى النظر فيلغي خصوصيتها. فالعقارات المحيطة بعقاريه تقع ضمن منطقة محصورة فيها حدود الاستثمار العام وارتفاع الطبقات، وعددها محدد بشكل يتناسب مع خصوصية المكان وتصنيفه.
ما لم يحسب حسابه مكرزل هو إمكان لجوء شركة «تيرانوفا» التي تملك العقار الواقع أمام منزله إلى طرق ملتوية لاستصدار إفادة مزورة بالاشتراك مع المهندس روني ف. عبر انطوان ب. الموظف في اتحاد بلديات المتن. وأن يصار بعدها الى الاستناد للإفادة الكاذبة، لاستصدار رخصة بناء تسمح للشركة بتشييد بناء بحدود استثمار عام وارتفاع للطوابق وزيادة في عددها بشكل يتجاوز ما هو جائز لها في الأصل حسب المنطقة الكائن فيها العقار، بنسبة زيادة بلغت ثلاث طبقات.
البناء الذي شيّدته الشركة حجب جزءاً كبيراً من الرؤية التي كان يتمتع بها مكرزل في منزله، فانتفت خصوصيته بعدما أصبح المسبح والحديقة مكشوفين وتحت النظر من الأقسام العليا للبناء التابع للشركة. كل ذلك جلب الضرر الكثير على «فيللا» مكرزل، فخفض قيمتها نتيجة تلاشي ما كانت تتميز به من خاصيّّات الإطلالة والرؤية غير المحجوبة والمنأى عن الأعين، وقد قدّر تقرير الخبرة الهندسية الضرر اللاحق بمكرزل بقيمة 242580 دولاراً أميركياً.
وقد أصدر القاضي المنفرد الجزائي في المتن محمد وسام المرتضى حكمه بإدانة المدعى عليهما أنطوان ب. وروني ف. وقضى بحبس الأول لمدة سنتين والثاني لمدة سنة بمقتضى المادة 466 والمادة 466\218 من قانون العقوبات. كما قضى بتغريم شركة تيرانوفا بمبلغ 15 مليون ليرة. وألزم المدعى عليهم دفع تعويض مالي قدره 400 ألف دولار أميركي إلى المدّعي الشخصي المهندس الكسي مكرزل، وألزمهم أيضاً تحمّل كل النفقات ودفع مبلغ 5 ملايين ليرة إلى المهندس مكرزل كجزء مما تكبّده من نفقات أتعاب محاميه الوكيل المتابع للقضية منذ تاريخ تقديمها عام 1995.