فداءعيتانييتذكّر البيك التقدمي أن المواطنين يئنّون من الغلاء. يتذكّر ذلك لأنهم يتوقفون عن الانصياع الأعمى لكلامه، والتصفيق الدائم لمواقفه الدائرة دورات دوار الشمس، فيستدرك مطالباً بزيادة الحد الأدنى للأجور، «لمساعدة المواطنين على الصمود». فالبيك لم يفتح خزائنه لتبديد ثرواته على الرعاع من الرعية، بل طالب الدولة بتشريع زيادة تدفع من جيوب أصحاب العمل، وتكون نتيجتها السياسية «الصمود»، الشعار الذي كثيراً ما رفعه البيك ضد الأميركيين وحكمهم وصولاً إلى مواجهة أعداء أميركا اليوم. وبغضّ النظر عن غرابة تذكّر البيك زيادة الرواتب بعد كل هذه الأعوام التي كان شريكاً خلالها في نهب الدولة، ومنع رفع الحد الأدنى للأجور، وبما أنه لم تعرف جمهورية الطائف إلا بصفتها جمهورية مأسسة الفساد، فقد طالب البيك بتوزيع الزيادة كرشوة عامة لتحفيز الأنصار والتابعين وعموم الرعية.
البيك تقدمي واشتراكي ويساري دولي أيضاً، وإن كان جل ما يطالب به هو عودة نظام القائمقامية والقناصل، أضف إنه يدفعنا دفعاً إلى إعادة النظر في تعريف تعابير كـ «الرجعية» ويحبّب إلى نفوسنا «الظلامية».