محمد مصطفى علوشإذا استثنينا ما تتمتع به الحركات الإسلامية من حضور شعبي محافظ في طرابلس، فإن «حزب التحرر العربي» الذي يترأسه الرئيس عمر كرامي، والذي أعاد تنظيم مؤسساته إلى جانب العمل على معاودة إصدار صحيفته الأسبوعية «الرقيب» بعد توقف استمر شهوراً، يبدو مصرّاً على مواجهة خصومه السياسيين ومنعهم من الانفراد بالساحة الإعلامية الطرابلسية، مراهناً على ثوابت أطلقها في احتفال بفتح أحد المراكز الحزبية أخيراً: «نحن اللبنانيين العروبيين الوحدويين المسلمين. أنتم المقاومة قبل أن ينشأ حزب الله. وحين ندعم المقاومة اليوم، فإننا ندعم أنفسنا وننتصر لتاريخنا وهويتنا وقضيتنا. وحين نكون ممانعين فإننا ندافع عن أنفسنا».
ويبدو أن «التحرر العربي» يواجه تحديات كثيرة يفرضها حضور الأحزاب المنافسة، وخاصة أن «مناصري الرئيس كرامي قلة وأغلبهم من الموظفين الرسميين والتربويين وبعض رجال الأمن». إلّا أن المسؤول في «التحرر العربي» خلدون الشريف يرى أن «قاعدة بيت كرامي ليست قليلة، وعندها رغبة أن تكون في النسيج الحزبي. هناك طلبات انتساب كثيرة، وضعنا جيد والحق ليس على الناس بل علينا».
ويفصّل الشريف أكثر حول برنامج «التحرر العربي»: «الحزب يتركب من قطاعات، وها هو قد انطلق في بناء هذه القطاعات وشرع الآن في بناء قطاعات المهن الحرة، كقطاع المهندسين، وقطاع المحامين، وقطاع الأساتذة. الحزب عمله أساساً سياسي، أما في الخدمات الاجتماعية فمن المعروف أن للرئيس كرامي مؤسسات اجتماعية عدة، منها «الميتم» و«جامعة المنار» ومراكز طبية».
وإذ يرفض التعليق على خلفيات توقيت بروز فيصل نجل عمر كرامي، يكتفي الشريف بالقول: «فيصل ليس نسخة عن والده، كما إنه لا يختلف عنه، وبناء الحزب لم يكن رغبةً عند الرئيس كرامي»، لكنّ المسؤول في جبهة العمل الإسلامي محمود البضن يرى أن «تسليم فيصل هو خطوة جيدة، فكرامي يعمل على تأهيل الشبان للأدوار السياسية».
ويقول البضن إن شعبية «التحرر» لن تكون على حساب طرف سياسي يلتقي مع تيار كرامي في العروبة والوطنية، وإن توسع شعبيته سيكون بين الناس «المغرر بهم والمحسوبين على تيار المستقبل».