آمال خليلوفي مؤتمر صحافي عُقد في مقر «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب»، وجّه القنطار التحية إلى «11 ألف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلية»، مطمئناً إيّاهم إلى «أننا لن نتخلى عن هذه القضية العادلة، ومشاركتنا في جنيف كانت صرخة مدوّية من أجل نصرتهم وفضح الممارسات والانتهاكات في حقهم، وحضرت قضيتهم بقوة في أعمال دورة مجلس حقوق الإنسان هذا العام ككل عام، وخصوصاً أن القضية باتت تحوز اهتماماً أكبر من جانب المسؤولين في الأمم المتحدة ليس لعدالتها ولا لأحقيتها، بل لأن المقاومة في لبنان وفلسطين تحتجز جنوداً إسرائيليين من أجل مبادلتهم»، مشيراً إلى «أن هذه المعادلة استعادت توازن القوى بين الطرفين، ما جعل الأمم المتحدة تتعاطى بشكل جدي أكثر مع هذه القضية»، موضحاً أن المسؤولين الذين التقاهم الوفد في جنيف أكدوا «الجهود المبذولة من الوسيط السري المعين من جانب الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى». وأعلن سلسلة نشاطات ستقام في شهر نيسان المقبل الحافل بالمناسبات الوطنية، بدءاً من 17 نيسان يوم الأسير الفلسطيني، إلى 22 نيسان ذكرى اعتقال سمير القنطار.
من جهته، عرض صفا مشاركة شبكة «أمان» عبر 15 ناشطاً وناشطة يمثلون عدداً من المنظمات الأهلية غير الحكومية من 7 بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أعمال الدورة، التي عقدت في مبنى الأمم المتحدة في جنيف سويسرا. وتلا صفا تقرير شبكة «امان» الذي تضمّن أعمال المشاركة في مجلس حقوق الإنسان وعقد اللقاءات الثنائية وورش العمل، إضافةً إلى تنظيم ندوة موازية لأعمال مجلس حقوق الإنسان تحت عنوان: «التعذيب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مشدداً على أهمية هذه المشاركة «كونها مثّلت فرصة تاريخية للمنظمات العاملة في مجال تأهيل ضحايا العنف والتعذيب في المنطقة، للتشبيك وتفعيل أطر العمل المشترك مع المنظمات الدولية المعنية، ولا سيما أجهزة الأمم المتحدة المختصة والمنضوية ضمن المفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية المعنية». وأعلن عن لقاءات الوفد التي عقدها مع المقرِّرة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة ياكين إيرتورك، وبحث معها قضية الأسيرات في السجون الإسرائيلية، إضافةً إلى معاناة أمهات المخطوفين والمفقودين. كما التقى مديرة البرامج الأهلية والشؤون القضائية في المنظمة الدولية للوقاية من التعذيب مارينا نارفيز، وعرض الجهود المبذولة لحثّ الدول على توقيع البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأمم المتحدة، المتعلقة بمناهضة التعذيب، وخصوصاً أن أياً من الدول العربية لم يوقع البرتوكول الاختياري منذ أن دخل حيز التنفيذ في 22 حزيران 2006، إضافةً إلى الاجتماع بالمدير التنفيذي لمنظمة «شمال جنوب 21» أحمد السويسي. أمّا في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد عقدت شبكة «امان» ندوة عمل بُحثت فيها الجهود التي تبذلها اللجنة لرصد أوضاع المعتقلين.
وبدعوة من منظمة شمال جنوب 21 وشبكة «أمان» لتأهيل ضحايا التعذيب عقدت ورشة عمل، تلا خلالها الأمين العام لمركز الخيام تقريره عن أوضاع حقوق الإنسان والتعذيب في لبنان خلال عام 2007. كما عرض ممثلو الجمعيات الأهلية العربية تقارير عن واقع حقوق الإنسان في كل منها.
وفي ختام اللقاء أطلق صفا «نداء جنيف» باسم أعضاء شبكة «أمان»، داعياً الحكومات العربية إلى توقيع البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب، وتأليف لجان وطنية في كل بلد عربي لحشد طاقات المجتمع المدني وتنظيم حملات ضاغطة وتنظيم ورش عمل والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى كل السجون العربية وكشف مصير المفقودين.
ودعا النداء إلى إغلاق ملف الاعتقال السياسي في البلدان العربية، والإفراج عن سجناء الرأي والضمير كلهم في السجون العربية.
وناشد النداء العالم الخروج عن صمته لرفع الحصار عن غزة، والإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.
وحث النداء نشطاء حقوق الإنسان ومناهضي التعذيب على تحويل مناسبة 26 حزيران «اليوم العالمي لمساعدة ضحايا التعذيب» إلى محطة نوعية تضامنية مع ضحايا الاعتقال والتعذيب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.