ليال حداد... وفي يوم الاحتفال بالفوز في كلية الإعلام والتوثيق ـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية نضح الكلام الطائفي والمناطقي على لسان القواتيين داخل حرم الكلية. هذا هو مختصر «مهرجان الانتصار» الذي نظّمه طلاب القوات اللبنانية في الكلية بعد الفوز بجميع مقاعد الهيئة الطلابية بالتزكية نتيجة مقاطعة طلاب التيار الوطني الحر للانتخابات. والاحتفال الذي كان منتظراً أن ينظّم الأسبوع الماضي أرجئ إلى يوم أمس، بسبب الانتخابات في باقي الكليات، وعطلة الأعياد.
وقبيل بدء الاحتفال، تحوّلت الكلية إلى ما يشبه المركز الحزبي: صورة ضخمة لسمير جعجع كتب عليها «وقت اللي بدّك حكيم» إلى جانبها صورة صغيرة للوزير الراحل بيار الجميّل، كما ارتدى الطلاب الزي القواتي الرسمي من الـ«تي ـ شرت» السوداء والبنطلون الكاكي و«الرنجر»، ورفعوا الأعلام القواتيةوالكتائبية. وأثارت هذه المظاهر استياء طلاب التيار الوطني الحرّ في الكلية، وخصوصاً أن الشعارات السياسية ممنوعة داخل حرم الكلية، وأكد هؤلاء أنّ معظم الطلاب المشاركين في الاحتفال هم من خارج الكلية، وهو ما أكده الطلاب الحاضرون بأنفسهم الذين أعلنوا أنّهم أتوا من كليات العلوم والحقوق والعلوم السياسية والإدارية والعلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال.
أما مندوبة التيار في الكلية باميلا بدر، فذكرت كل المخالفات التي تتغاضى عنها الإدارة، موضحة أنّ حرب التيار بدأت على المدير احتجاجاً على سكوته عن تخطّي قانون الجامعة. وابدت بدر انزعاجها من جواب مدير الفرع الذي أخبرها بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً إزاء المخالفات. واستغربت بدر احتفالات القوات «بالفوز بانتخابات لم تحصل أساساً، هذا كله انتقاماً لخسارتهم المدوية في الهندسة والآداب والفنون وغيرها». وأوضحت أن سياسة ضبط النفس التي كان التيار ينتهجها في الكلية انتهت «فنحن لا نقبل أن نهان ونُذَلّ في الكلية من دون أن تحرّك الإدارة ساكناً».
لكنّ المخالفات لقانون الجامعة شيء والكلام السياسي الذي قاله رئيس مصلحة طلاب القوات الجديد شربل عيد شيء آخر. بدأ عيد كلامه مؤكداً أنّ فوز القوات في الإعلام ما هو إلّا استرداد لوكالة «أعطيت زوراً لميشال عون عام 2005». إلا أنّ التهجّم على التيار لم يقف عند هذا الحدّ، إذ أكّد عيد أن التيار لن يفوز بعد اليوم بأي انتخابات وإن أراد الفوز فليذهب إلى «الشياح والضاحية وبعلبك الهرمل وهناك سيفوز حتماً بنتيجة كاسحة». وكرر عيد ذكر هذه المناطق فتوجّه إلى العونيين قائلاً: «إن كنتم تريدون دويلة فاذهبوا إلى الضاحية وبعلبك وهناك تحصلون على دويلتكم».
وأكمل عيد حديثه المتوترّ فأكّد أن لا أحد يقول لبشير الجميّل أنت مخطئ «بل المخطئ هو عماد مغنية وأمثاله». وأضاف: «إن التعزية والتبريك ليسا من منطق المسيحيين، ففي 14 شباط، كان القسم المسيحي في 8 آذار يعزي بمغنية، بدلاً أن ينزل معنا إلى ساحة الشهداء». وأثار هذا الكلام حماسة القواتيين والكتائبيين الذين صفّقوا مطوّلاً لعيد.
من جهته، شدد مسؤول مصلحة طلاب الكتائب مارون زيدان على أنّ الكتائب والقوات يد واحدة «وفشر على كلّ واحد بدو يفرقنا عن بعض». ووعد زيدان الطلاب بأن لا أحد سيفوز في الانتخابات غير تحالف القوات والكتائب «مهما ارتدى ألواناً ورفع شعارات». كذلك جدّد زيدان تأكيده على ضرورة بقاء الفروع الثانية وعدم توحيد الجامعة لأن التفريع هو الحل «ولهذا السبب افتتح بشير الجميل عام 1976 هذه الفروع».