فاتن الحاجأشاع وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر أجواءً إيجابية في أوساط الأساتذة، عشية إقرار مجلس الوزراء ملف التفرّغ في الجامعة. وانتظر الأساتذة أن يخرج الدخان الأبيض في جلسة المجلس أمس، ولا سيما أنّ المعنيين بدوا متفقين على الصيغة النهائية التي حظيت بمباركة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، فيما لم تسجّل أي ممانعة سياسية للملف. ورأت مصادر الأساتذة أنّ الملف «ماش»، ولا يعوق إقراره سوى بعض الأمور التقنية داخل مجلس الوزراء، التي قد ترجئ وضعه على جدول الأعمال بسبب الجدل القائم بشأن مشاركة لبنان في القمة العربية في دمشقوكان الكثير من الأساتذة قد راهنوا على مناقبية وزير التربية، الذي أكد بدوره، أمام وفد من مصلحة المعلمين في القوات اللبنانية زاره أمس في مكتبه في الوزارة، «أنني عملت بصدق ليلاً ونهاراً على ملف التفرّغ ورفعته إلى مجلس الوزراء»، مشيراً إلى «أنّ حقكم كلبنانيين تحصلون عليه حكماً. فأنا لا أوزّع الحصص، بل أعمل مع الجميع وللجميع من دون استثناء، لأنني أريد أن يشارك الجميع في القرار التربوي، فلا تهميش لأحد ولا إهمال لأي جهة، ولا سيما أنّ الحماية الاجتماعية للمعلم ضرورية لكي يتمكن من العطاء المستمر، ونحن في كل مواقعنا يجب أن نفتش عن الأفضل».
وقد رسا عدد الأساتذة المرشحين للتفرّغ على 670 أستاذاً لم يمرّوا جميعاً على اللجنة العلمية، بل إنّ بعضهم أرسل طلباته عبر الفاكس، بحسب مصادر الأساتذة. إذاً، فالملف مفتوح على كل الاحتمالات، في ظل الحديث عن اتّباع معايير مختلفة في الاختيار.
وفيما لم تطّلع الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة على الصيغة النهائية للملف، فقد ضغطت باتجاه تفريغ أكبر عدد ممكن من الأساتذة المستوفين للشروط الأكاديمية والقانونية، ولا سيما شرط الأقدمية، بعد الاستناد إلى تقرير اللجنة العلمية. وإذا كان لا بد من التوازن الطائفي فليكن، وإن كان هذا الأخير لا يمكن أن يكون 100%.
أما رئيس الهيئة، الدكتور سليم زرازير، فأكد أنّ عدم إقرار التفرغ في الجلستين المقبلتين سيقابله موقف قاسٍ من الرابطة التي ستعقد اجتماعاً فورياً لاتخاذ خطوة التحرّك المناسبة، فالملف ملحّ ولا يحتمل التأجيل.
من جهة ثانية، تلتقي الهيئة التنفيذية، التاسعة والنصف من صباح اليوم، وزير الإعلام غازي العريضي في السرايا الحكومية لإطلاعه على قضايا الجامعة العالقة، وذلك في إطار سلسلة الجولات التي تقوم بها الهيئة على القوى المختلفة للضغط باتجاه إقرار المطالب المحقة.