الوزاني ـ عساف أبو رحالأقدمت قوات الاحتلال قبل ظهر أمس، على تنظيف الطريق الرئيسي الممتد بين بلدة الغجر ونبع الوزاني وتوسيعه، مسجلة بذلك خرقاً فاضحاً بإزالتها قسماً من الشريط على بعد أمتار قليلة من النبع، حيث تعمل آليات على رمي كميات من الردميات إلى الجانب اللبناني من الحدود.
وفي التفاصيل أنّ قوات الاحتلال دفعت بثلاث حفارات عسكرية وجرافة عملت بداية على تنظيف الطريق الممتد من الجزء الجنوبي لبلدة الغجر باتجاه نبع الوزاني ومحطة ضخ المياه التي تغذي بلدة الغجر. وأوضح مصدر دولي أنّ قوات الاحتلال كانت قد أبلغت قيادة اليونيفيل في الكتيبة الإسبانية منذ يومين نيتها توسيع الطريق، بهدف إقامة سياج جديد لمنع عمليات التسلل إلى الجانب المحتل، وكلّفتها وضع قيادة الجيش اللبناني في أجواء ما سيجري في محيط النبع.
أما أعمال التنظيف فقد امتدت لمسافة نحو كيلومتر واحد، وتحولت إلى عملية توسيع وجرف أتربة وإزالة الشريط الشائك في محيط النبع، ما يعني عدم صدقية الاحتلال بشأن الشريط الشائك الجديد، كما أنّ الخطوة لا تندرج في أي إطار عسكري، لأنها لا تخدم أي نشاط مستقبلي قد ينوي الاحتلال القيام به. وبذلك تبقى مياه الوزاني الهدف الأساس من عملية التوسيع التي لم تنته بعد بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مستجدات ميدانية، وخصوصاً أنّ هذا النشاط أخذ بالاتساع على مقربة من محطة الضخ، على بعد أمتار من نقطة المراقبة الإسبانية التي اكتفت بإجراء الاتصالات.
من جهة ثانية، توقع مصدر عسكري مراقب إقدام الاحتلال على إقامة نقطة مراقبة متقدمة بمحاذاة مجرى الوزاني إلى جانب النقطة الدولية الموجودة حالياً. لكن أهالي بلدة الوزاني أبدوا خشيتهم من هذا العمل، فعدوه خرقاً فاضحاً، وأشاروا إلى إمكان إعادة تشغيل محطة الضخ الإسرائيلية القديمة التي جرفتها السيول منذ نحو خمس سنوات، حيث كان الاحتلال يثبت مضخات عند النبع داخل الأراضي اللبنانية.
وقد رافقت أعمال الجرف حركة عسكرية ناشطة على جانبي الحدود، وشوهد عشرات من جنود الاحتلال يتمركزون عند أطراف الأحياء السكنية لبلدة الغجر، فيما استقدم الجيش اللبناني قوة عسكرية انتشرت في محيط الوزاني وصولاً حتى النبع، وبرز الحضور الدولي عبر دوريات مؤللة نقلت ضباطاً كباراً بحوزتهم خرائط، التقوا آخرين من الجيش اللبناني عند النبع في اجتماع عمل ميداني لم تُعرف نتائجه.
من جهتها أعلنت الناطقة باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» ياسمينا بوزيان أن الجيش الاسرائيلي أبلغ القوات الدولية أنه سيقوم ببعض أعمال التصليح على الشريط التقني القديم داخل المنطقة الواقعة شمال الغجر في القطاع الشرقي من جنوب لبنان «والتي لا تزال تحت سيطرته».
وقالت «وفق الإجراءات المعتادة أبلغت القوات الدولية الجيش اللبناني بالأمر، لكن حوالى الساعة التاسعة صباحاً أبلغ الجيش الاسرائيلي القوات الدولية بأنه قد باشر العمل عند الساعة الثامنة صباحاً مستخدماً معدات إصلاح طرق ثقيلة غرب الغجر لم تكن كما يبدو مرتبطة بأعمال الصيانة على الشريط التقني القديم». وقالت إن «الجيش الإسرائيلي طوال فترة عمله بقي داخل المنطقة الواقعة تحت سيطرته». وأضافت «طلبت القوات الدولية من الجيش الاسرائيلي وقف هذه الأعمال واحترام ترتيبات الارتباط والتنسيق المتفق عليها من أجل تفادي زيادة غير ضرورية للتصعيد في المنطقة». وقالت إن القوات الدولية زادت من حضورها في المنطقة من أجل مراقبة الوضع باستمرار كما أرسلت فريقاً الى الموقع لتقييم الظروف. وأشارت الى أن قيادة القوات الدولية على اتصال مع الجيشين اللبناني والإسرائيلي «من أجل وضع حد في ما يتعلق بهذا الموضوع تحديداً».
وتأتي هذه الخطوة في وقت تبدأ فيه فترة شح المياه، ما يثير شكوكاً تجاه نوايا الاحتلال في إعادة موضوع مياه الوزاني إلى الواجهة مجدداً، ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت لعبة توزيع حصص المياه ستعود مجدداً؟