باريس ـ بسّام الطيّارةاعتادت الدبلوماسية الفرنسية «رتابة التأجيل» المتكرر لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، من دون أن يمنعها ذلك من تكرار مقولة «دعم المبادرة العربية». ويبدو من العبث الحصول على أي تعليق رسمي لا يذهب في هذا الاتجاه الذي يصفه أحد الدبلوماسيين العرب بأنه ركيزة «دبلوماسية الانتظار».
وبالرغم من هذا الوضع، فإن تقاطع «فرص الحل» ينتظر نتائج القمة العربية المقبلة في دمشق. وفي هذا السياق قال مصدر واسع الاطلاع لـ«الأخبار»، طلب عدم ذكر اسمه، إن الموقف الرسمي ينتظر «مرحلة ما بعد القمة وتحديداً موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس اللبناني في ٢٢ نيسان المقبل» مع تأكيده بشكل غير مباشر أن «غياب الحضور الفاعل وعلى مستوى عال عن القمة لدول مؤثرة» في إشارة إلى المملكة العربية السعودية، سوف يترك أثراً سلبياً بحيث يمنع التوصل إلى قرارات حاسمة، مع التشديد أيضاً على أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى متفائل وأنه لا يوجد ما يمنع المفاجآت.
ولفت المصدر إلى «تعجب» فرنسا من «الانقلاب الذي شهده التوافق الذي كان سائداً منذ أشهر على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية»، مشيراً إلى أن الأخير «ليس في الموقع نفسه الذي كان يحتله الرئيس السابق إميل لحود بالنسبة للعلاقات مع سوريا، لكنه في المقابل ليس معادياً لها». من هنا، يرى المصدر ضرورة أن «تسهل سوريا انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن».
وفيما نفى المصدر وجود لائحة أسماء جديدة، كما روّج بعض الأطراف، أكد أن الرسائل التي توصلها باريس لدمشق تشدد على «مصلحة سوريا بانتخاب رئيس جديد»، ولفت إلى انزعاج فرنسا من عدم وجود رئيس لبناني لأن ذلك يكسر التوازن السياسي بين مختلف الطوائف التي تشكل المجتمع اللبناني، موضحاً أنه رغم «دعم باريس لحكومة السنيورة» إلا أن «الفراغ الرئاسي يذهب في اتجاه الفوضى الدستورية» وهو ما لا تحبذه باريس. ومن هنا استعجالها انتخاب رئيس ماروني للبلاد. ويتفق المراقبون على أن هذا الموقف الفرنسي هو وليد «انتظار ما ستؤول إليه المبادرة العربية» وأنه رغم عدم طرح تصور لما بعد المبادرة فإن «طاحونة الأفكار تعمل بقوة» تحسباً لكل الاحتمالات.
وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر عربية في باريس أن الدبلوماسية الفرنسية تعكف على درس تفاصيل «الطرح القطري» لحل الأزمة اللبنانية من دون أن تهمل تصور الأمين العام المساعد للأمم المتحدة تيري رود لارسن لمؤتمر دولي حول لبنان. وفي هذا السياق أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن «العلاقة بين بان كي مون ولارسن هي في أحسن حالها»، نافياً وجود خلاف بينهما، وإن لمّح إلى أن بعض التوتر ساد العلاقة بينهما في المرحلة الأولى من تسلّم بان منصبه. ولم تنف المصادر أن لارسن تباحث «في أمور كثيرة مع مسؤولي وزارة الخارجية»، لكنها شددت على أن «فكرة المؤتمر الدولي ليست الآن على الطاولة» وإن اعترفت بأن فكرة المؤتمر ستفرض نفسها في حال فشل المبادرة العربية.