فداء عيتانيكم ملاكاً يمكنه الوقوف على رأس الإبرة؟ وهل الملائكة ذكور أم إناث؟ وهل الطبقة العاملة اللبنانية تتضرّر من النظام السوري أم من إسرائيل أم من الولايات المتحدة؟ وهل يمكن إطلاق صفة الطبقة العاملة على مجموع القوى اللبنانية العاملة؟ ليست المشكلة أننا نخوض في جدل بيزنطي بينما بيزنطية الخاصة بنا تغرق في حصار يكاد يطيحنا جميعاً. المشكلة العظمى أننا نتبع أسلوب المدرسة الفلسفية السفسطائية في النقاش. فرغم أن هذه المدرسة تأسّست على فكرة أن الإنسان هو المحور، فإنها اعتمدت العمليات الاستدلالية التي يقوم بها المتكلّم وتكون منطوية على فساد في المضمون، مما يؤدي في النهاية إلى تضليل السامع! النقاش اليساري في لبنان يقترب من هذه النقطة، وتحرّك النقابات يكاد يلامسها، وأصبح التقدمي في هذه البلاد يميل إلى اليمين، وبتنا نسأل هل الانحياز إلى المصالح المباشرة للناس، كل الناس، والحصول على الخدمات الأساسية في التعلّم والسكن والطعام والتنقل والطبابة، من أعمال جماعة 8 آذار؟ وهل هي منكر وتنتمي إلى المحور الإيراني ـ السوري ومن رجس فلول النظام الأمني اللبناني ـ السوري المشترك؟