غسان سعوداستبَقت «الأمانة العامّة لقوى الأكثريّة البرلمانيّة في لبنان» الكلمة التي سيوجهها الرئيس السنيورة في الثامنة من مساء اليوم، وقدمت مذكرة خاصة توثق اتهامات الأكثريّة للنظام السوري منذ التمديد للرئيس لحود، في خطوة اعتبرها النائبان فارس سعيد والياس عطا الله ضرورية لتحمل العرب مسؤولياتهم.
وعلى هامش لقاء البريستول، أمس، رأى سعيد أن تأريخ التعاطي السوري مع اللبنانيين يبرز من يمتهن تفويت الفرص، من انسحاب الجيش السوري الذي فوّتته القيادة السورية وفق اتفاق الطائف حتى أجبرت على تنفيذه وفق القرار 1559، مروراً برفض نشر الجيش على الحدود، حتّى صدور القرار 1701، وصولاً إلى المحكمة ذات الطابع الدولي التي أجبر السوريون الحكومة اللبنانيّة على دفعها صوب التدويل.
أما المذكرة «التي كتبت دون أية خلفيّة سياسيّة»، كما يقول سعيد، فبدأت باستغراب ضمني لاجتماع العرب في دمشق، في وقت يواصل فيه النظام السوري «أعتى وأشرس حملة اعتداءات تقوم بها دولة عربيّة ضد دولة عربيّة أخرى».
وقسمت هذه الحملة ضمن ثلاث خطط: الأولى، ترهيب القوى الاستقلاليّة. الثانية، منع قيام المحكمة الدوليّة. والثالثة، تفكيك الدولة اللبنانية.
واتهمت المذكرة سوريا، في المرحلة الأولى، بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة واغتيال الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان وعمليات اغتيال أخرى، إضافة إلى التفجيرات المتنقلة. و«عشرات الاعتداءات الفلسطينية ـ السورية الايعاز على القوى الأمنيّة»، لتبدأ بعدها الخطّة السوريّة الثانية في 10/11/2005 بخطاب الرئيس بشار الأسد الشهير، والذي تبعته تهديدات صحافية سوريّة عدة استكملت في 12/12/ 2005 باغتيال النائب جبران تويني، قبل أن تترجم وعود منع إقرار المحكمة الدوليّة باغتيال الوزير بيار الجميّل في 21/11/ 2006، والإعلان عن إنشاء «فتح الإسلام» في 28/11/2006، ودعوة لحود إلى العصيان المدني في 29/11/ 2006. وهذا استتبع في1/12/2006 باعتصام المعارضة، وفي 23/1/2007 بحرق الدواليب. ثم تفجير باصي عين علق في 13/2/ 2007.
أما المرحلة الثالثة فشهدت محاولة ضرب السلم الأهلي من خلال «انقلاب فتح الإسلام»، اغتيال النائب وليد عيدو (13/6/2007) والنائب أنطوان غانم (19/9/2007) واللواء فرنسوا الحاج (13/12/2007) والرائد وسام عيد (25/1/2008). إضافة إلى تفجيرات أخرى. وشهدت هذه المرحلة «محاولة لبنانيّة بإيعاز سوري» للانقلاب على الدستور والمؤسسات الدستوريّة، وإحداث فراغ في السلطة.
وانتهت مذكرة الأكثريّة بتقديم تصور لتحسين العلاقات اللبنانيّة ـ السوريّة يقوم على نقطتين: أولاً: اعتراف سوريا الواضح باستقلال لبنان، وثانياً: إقامة علاقات دبلوماسيّة بين الدولتين.