خلافاً لما لمّح إليه وزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم من إمكان إعادة النظر في مبادرة السلام العربيّة، توافق وزراء الخارجيّة العرب في اجتماعهم، أمس، على إعادة تبنّي المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط مع إجراء تقويم شامل للمبادرة وتحديد العقبات التي تعترضها من جانب إسرائيل.وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربيّة، محمد صبيح، إنّه «تم الاتفاق على إعادة طرح المبادرة على الساحة الدولية لتأكيد الحرص العربي على إيجاد حلّ للنزاع العربي الإسرائيلي». وأوضح أنّ «هناك طلباً من لجنة مبادرة السلام العربية لعقد اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية لدراسة ومراجعة مراحل تنفيذ المبادرة وتحديد العقبات التي تعترضها، وإجراء تقويم شامل لها وعرض نتائج هذا التقويم على اجتماع وزراء الخارجيّة في أيلول المقبل».
وكان المعلّم قد أشار في افتتاح الاجتماع الوزاري إلى احتمال أن يعاد تقويم جدوى مبادرة السلام إذا لم تثبت إسرائيل نيّتها للسلام.
وقال «نحن مع السلام العادل والشامل، لكن الثابت أنّ إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة لا تزال غير قادرة على امتلاك إرادة سياسيّة لصنع السلام». وأضاف «لذلك، نؤيّد ما سبق أن تناوله اجتماعنا في القاهرة بشأن تدارس الخيارات العربيّة تجاه استراتيجيّة السلام».
غير أنّ وزير الشؤون الخارجيّة الفلسطيني، رياض المالكي، أكّد أنّه «ليس هناك عمليّة تجميد لمبادرة السلام العربيّة، بل ربط استمرار طرح هذه المبادرة بتنفيذ إسرائيل التزاماتها».
ومن عمان، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد مباحثات مع الملك عبد الله الثاني، أنّه «لا مجال لتغيير أو تبديل أو تعديل المبادرة العربية». وقال «أكّدنا هذا الموقف أكثر من مرّة في الماضي». وأضاف «كان موقفنا دائماً وأبداً أنّ هذه المبادرة يجب أن تبقى كما هي وأن ندافع عنها جميعاً، وأن نقاتل من أجلها، لأنّها مبادرة ثمينة وعلى الطرف الآخر أن يقبل بها، كما هي، لا أن نأتي الآن فنغيّرها أو نعدّلها».
بدوره، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة المصريّة حسام زكي إنّ «ما يتردّد عن سحب المبادرة غير صحيح»، وأضاف أنّ «المطروح هو إجراء مراجعة للتحرّك العربي في جهود إحياء عمليّة السلام واستعراض الخيارات المتاحة في هذا الصدد».
ورأى مراقبون أن هناك محاذير تحول دون تعديل المبادرة العربية المنسوبة مباشرة إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي قدّمها إلى قمّة بيروت عام 2002 على شكل مبادرة سعودية. وأشارت إلى أن التعديل من الممكن أن يعمّق الأزمة بين الرياض ودمشق.
وكان وزراء الخارجيّة العرب قد أكدوا في اجتماعهم الأخير في القاهرة، في أوائل آذار الماضي، أنّ «استمرار الجانب العربي في طرح المبادرة العربية للسلام سيرتبط بقيام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها في إطار المرجعيّات الدوليّة الأساسيّة لتحقيق السلام في المنطقة».
وكانت قمّة بيروت في آذار 2002 قد تبنّت مبادرة السلام وأُعيد تفعيلها في آذار الماضي في قمة الرياض، وتنص على تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربيّة المحتلة منذ عام 1967.
من جهة ثانية، قال مستشار عباس، نمر حمّاد، رداً على سؤال لـ«الأخبار» عمّا إذا كان الرئيس الفلسطيني يعتزم اللقاء برئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، لدى زيارته إلى دمشق، «لن يُعقد أيّ لقاء لا مع مشعل ولا مع أحد من حماس قبل أن تتراجع حماس عن انقلاب غزة».
وفي شأن «إعلان صنعاء»، قال حمّاد: «لن يكون هناك أيّ حوار حوله فهو للتنفيذ وليس للحوار».
ورداً على سؤال عن احتمال التوصّل إلى «إعلان صنعاء ثان»، اكتفى بهزّ رأسه استهزاءً. ورداً على سؤال عن السبب الذي يحول دون سحب المبادرة العربيّة في ظلّ الاستهتار الإسرائيلي بها، قال إنّ «كلّ شيء يرفضه الإسرائيلي. يجب علينا نحن الفلسطينيّين أن نفكر لماذا رفضه».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)


المشاركون
18 وزير خارجية


شارك ثمانية عشر وزيراً في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية العشرين في دمشق، وتغيب عن الاجتماع وزراء خارجية كل من الصومال ولبنان ومصر والسعودية.
والوزراء المشاركون هم:

- وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير
- وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان
- وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة
- وزير الخارجية للشؤون المغاربية والعربية والأفريقية التونسي عبد الرؤوف الباسطي
- وزير خارجية الجزائر مراد مدليسي
- وزير خارجية جيبوتي محمد علي يوسف
- وزير التعاون الدولي بالسودان التيجاني صالح فضيل
- وزير خارجية العراق هوشيار زيباري
- الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله
- وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي
- وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر أحمد بن عبد الله آل محمود
- وزير العلاقات الخارجية والتعاون في جمهورية القمر المتحدة أحمد بن سيد جعفر
- نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح
- أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي عبد الرحمن محمد شلقم
- وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري
- وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني محمد ولد السالك ولد محمد الأمين
- وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبد الله القربي

وفيما تغيّب لبنان عن الاجتماع، مثّل مصر المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي، والسعودية المندوب الدائم لدى الجامعة العربية أحمد القحطاني.
(سانا)