بيار الخوريفي زمن أعياد الربيع، يطلّ علينا عيد الأم ومعه صخب بكاء شهادة الأبناء، حيث دموعهنّ تختلط فتبلّل تراب قبور (أبنائهن) الذين دخلوا جنّة الموت. منهم بأقدامهم ومنهم عنوة. تُظهر التيارات السياسية معاناة أمهات شهدائها فقط. تُبرز مدى حزنهن، وكيف يستمررن بهذه الحياة البائسة، مبعدات إلى أقاصي عالم الصور السعيدة، دون ذكر، ولو خطأ، معاناة أمهات الفريق الآخر، وكأن الإحساس البشري يفرّق في عصر الأنسنة الخاصة، حيث القهر والبكاء ملازمان للشهداء «الحقيقيّين». الشهيد هو كلّ كائن كان حياً أنهى حياته أو أنهيت على أيادٍ غريبة. هو كل مواطن يرمي جسده على الأرض في سبيل إبقاء الآخر رافعاً الرأس نحو النجوم. هنا يُطرح السؤال، كيف نستمرّ في وطن فيه نسخة واحدة عن الشهادة تعيش؟