سليم علاء الدين ثم تابع الطلاب مسيرهم باتجاه تقاطع بشارة الخوري وصولاً إلى شارع الحمرا حيث تحوّل الطواف إلى كرنفال، استخدموا فيه الصفائح المعدنية وعلب المشروبات الغازية الفارغة والأوعية البلاستيكية كآلات إيقاعية.
في الشارع، أطلق الممثلون العنان في ارتجال المواقف التفاعلية بين أنفسهم، فتارة يتجمدون وتارة ينامون في وسط الشارع، وطوراً يقفزون ويقومون ببعض الحركات البهلوانية، فيما تجمع رواد الشارع لمشاهدة ما يجري، حتى إنّ البعض شارك الممثلين في عروضهم.
أطلق المشاركون الزغاريد في كل محطة من محطات الطواف، كما نثروا الأرز على السيارات والمارة، ودعوا المواطنين إلى المشاركة في التعبير الكتابي الحر على اللافتة الفارغة. لكن ردات الفعل لم تكن متشابهة، فالبعض تفاعل إيجابياً مع الطلاب، والبعض الآخر لم يعرهم اهتماماً وقصد تجاهلهم، وآخرون أبدوا انزعاجهم وسخريتهم.
يدعو أحد الممثلين بطريقة إيمائية، طالباً جامعياً في كلية العلوم للكتابة على اللافتة فيشتمه. وتدعو أخرى رجلاً في أوتوستراد الشهيد هادي بالطريقة نفسها، فيسأل: «هل أنتم فرقة خرس؟»، ويقترب آخر من مارة أمام تمثال الرئيس بشارة الخوري، فتهرول هاربة منه، ينظر مواطن إلى الطائفين، فيصرخ في وجوه بعضهم: «للعايشين مش فاضيين، بدنا نفضى للأموات؟». الأطفال وحدهم كانوا متعاطفين مع بيض الوجوه، سود الملابس يلوحون لهم بأيديهم مبتسمين لهم، وإن وقف البعض مذهولاً مما يراه.
وينوي الطلاب تحويل النشاط إلى تقليد سنوي، في اليوم العالمي للمسرح، وخصوصاً أنّه صرخة إنسانية في وجه الوضع السيئ في البلد.