دمشق ـ الأخبارمكان انعقاد القمة العربية والاجتماعات التحضيرية لها، هو عبارة عن «مدينة معزولة» أمنياً في إحدى مناطق ريف دمشق، خصص داخلها مبنى للإعلاميين. التوجّه إليها ظلّ محصوراً بحافلات وضعتها وزارة الإعلام السورية واللجنة المنظّمة بتصرّف الوفود الإعلامية، التي تخطّى عددها الـ300.
ومع ذلك، بقيت الحركة من الفنادق التي يبعد بعضها نحو 30 كيلومتراً عن مجمّع المؤتمر، صعبة وتستنزف الوقت بسبب دورة عمل هذه الحافلات (نصف ساعة بين الواحدة والأخرى) ومنع السيارات الخاصّة من تخطّي الحواجز التي تفصل الطريق الرئيسية عن المنطقة التي تحتضن مباني مدينة المعارض وفندق إيبلا وقصر المؤتمرات والمركز الإعلامي اضافة إلى قصور رئاسية بُنيت للمناسبة وعددها 24.
والمنطقة التي تحتضن هذه المباني الفخمة، شاسعة الى درجة أن المسافة التي تفصل مثلاً بين المركز الإعلامي وفندق إيبلا، أكثر من 3 كيلومترات. لكنّ حصرية الدخول إلى المنطقة خرقها الوفد الاعلامي المصري، الذي يُعَدّ من أكبر الوفود الاعلامية الحاضرة؛ سُمح لهؤلاء استثنائياً (من دون معرفة السبب لهذه المعاملة التفضيلية) بالدخول بسيّارات مستأجرة.
كما أن آخر رحلة تقل المراسلين والفنيين الى فنادقهم تنطلق نحو الساعة 11 ليلاً، رغم أن جلسة وزراء الخارجية العرب ومؤتمرهم الصحافي أول من أمس على سبيل المثال، لم ينتهيا قبل الساعة الثامنة ليلاً.
ومع ذلك، لم يمنع بطء الحركة الصحافيين من الاستفادة من خدمات المركز الإعلامي، الذي جُهّز بشكل حديث ليلبّي حاجاتهم، أكان في البث التلفزيوني أم الإذاعي المباشر أم مراسلة مكاتب صحفهم. المركز عبارة عن 4 قاعات ضخمة، هي بالأساس أجزاء من «مدينة المعارض». العدد الهائل للإعلاميين والفنيين العرب والأجانب، الذين وصل عددهم إلى 900 شخص بحسب موقع وكالة الأنباء السورية «سانا»، أوجب فرض تجهيز قاعات الإعلاميين بشكل تقني حديث، وهذا ما حصل؛ أجهزة الكومبيوتر الموصولة بخدمة الانترنت وصل عددها إلى 150 جهازاً منتشراً على قاعة بمساحة 500 متر مربّع، على جدرانها شاشات تلفزيونية كبيرة تنقل التغطية المباشرة التي خصّصتها الفضائية السورية لفعاليات القمة. واضافة الى الخدمة الالكترونية، وُضعت آلات تصوير وفاكس وهواتف للاستخدام المجاني.
ومن بين أكثر ما يلفت، أنّ الانترنت فُتح على جميع مواقع الشبكة الافتراضية، وهو سابقة تاريخية في سوريا نظراً للرقابة المفروضة على المواقع الالكترونية. وبلغت كلفة تجهيز المركز مليون دولار، تكفلت به الإمارات، علماً بأن تجهيز المركز لم ينتهِ سوى الاثنين الماضي.
ورغم جميع التجهيزات التقنية الحديثة، عانى بعض الصحافيين والإعلاميين طول المسافة التي تفصل بين المنطقة التي تحتضن القمة، والفنادق؛ فأقرب هذه الفنادق هو «السفير» في تنظيم السيدة زينب، والذي يبعد 11 كيلومتراً عن المركز الإعلامي.
هذا من ناحية الترتيبات اللوجستية. أمّا على صعيد التغطية، فلوحظ انحسار حضور الاعلاميين الغربيين، ما عدا التابعين لوسائل الإعلام الإيرانية. كما برز انعكاس مستوى تمثيل بعض الدول العربية في القمة قلّة التمثيل في القمة، وهو ما برز خصوصاً في الحضور الإعلامي السعودي. لكن المفارقة كانت في حلول الوفد المصري في المرتبة الأولى من حيث عدد طاقمه رغم التمثيل السياسي الضعيف لبلاده.