بر الياس ــ نقولا ابو رجيليتجدد تصاعد الدخان وانبعاث الروائح الكريهة من مكب نفايات بلدة بر الياس (قضاء زحلة) أثار بعض التساؤلات بين أهالي القرى المجاورة والمتضررة عن الجدّية في معالجة هذه المشكلة التي تعود إلى أكثر من عشر سنوات، ولم تنفع معها الاعتراضات والمراجعات لإيجاد حلول دائمة، تفادياً لتفاقم الوضع على جميع الصعد، وبالأخص الصحية والبيئية.
قبل أكثر من عشر سنوات، استحدثت بلدية بر الياس مكاناً لتجميع النفايات على قطعة أرض لا تتجاوز مساحتها 30 دونماً، تقع في وسط السهل بالقرب من مجرى نهر الفاعور إلى الجهة الغربية منه. وبعد عدة تلزيمات لمتعهدين قاموا بتجميع نفايات أكثر من عشر بلدات في قضاء زحلة، ونظراً إلى عدم استيعاب المكان لأطنان النفايات التي تراكمت وامتدت على مجمل المساحة، واتّباع الملتزم الطرق التقليدية في إحراق الكميات من فترة إلى أخرى، سبّب تصاعد الدخان الذي يغطي سماء القرى المجاورة للمكان، بدءاً من بلدة الفاعور، أقرب القرى وأكثرها تضرراً، ليمتد شمالاً حتى بلدة حارة الفيكاني التي تبعد عن مصدر الدخان حوالى 10 كلم، مروراً ببلدتي تربل ورياق. ومع تغيّر اتجاه الرياح، لا تسلم قرى كفرزبد والمشرفة وعنجر التي تقع شرقاً من السموم التي يحملها انبعاث الروائح الكريهة نتيجة الاحتراق البطيء لبعض المواد وبقايا نفايات المسالخ والمصانع والمستشفيات ما يسبّب ازدياد الكلاب الشاردة وانتشار الجرذان والحشرات الضارة.
«الهيئة ما بتهمّن أرواح الناس»، عبارة أطلقها رفعت النمر، أحد أبناء بلدة الفاعور التي تُعدّ من أكثر القرى تضرراً، نظراً إلى قرب موقعها من المكب (حوالى 800 متر من أقرب منزل)، محذراً من خطوات تصعيدية قد يلجأ إليها أبناء بلدته للحد من حالة اللامبالاة والاستهتار بأرواح الناس وعدم إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تتجدد باستمرار، مناشداً المسؤولين على كل الصعد العمل بجدية لتفادي الوقوع بما لا تحمد عقباه.