القاهرة ـ الأخباروقالت الجماعة، في بيان، أمس، إنّ «المؤتمرات تنعقد للنظر في المشكلات والتحديات التي تواجه الأمّة، وإذا كان ثمة مشكلة موجودة كأزمة الرئاسة اللبنانية مثلاً، ودور سوريا فيها، فمفترض أن يشكّل ذلك حافزاً لحضور مؤتمر القمّة لا لمقاطعتها».
وأشارت الجماعة إلى أنّه بحسب الأصول «يجب أن تخضع كل أمورنا للمناقشة والحوار والمواجهة الشجاعة، وصولاً إلى التوافق، لا إلى الاستسلام للتنافر والتدابر، وإلا فسوف تظل هذه المشكلة أو تلك قائمةً أو عالقةً، فضلاً عن استمرار حالة التشرذم التي يعاني منها القادة العرب». وشدَّدت على أنّه «لا يجوز أن يكون للتحذيرات التي أطلقتها الإدارة الأميركية للزعماء العرب قبل حلول موعد المؤتمر، أيّ تأثير على موقف هؤلاء الزعماء».
ولفت البيان إلى أنّ الإدارة الأميركية «حريصة على ألّا يجتمع الزعماء العرب، وألّا يظهر أيّ نوع من التوافق أو التضامن بينهم، كما أنها حريصة أيضاً على ألا يناقش العرب قضايا الأمّة العربية والإسلامية، والكارثة العراقيّة، والأزمة اللبنانية»، وذلك لكي «تنفرد بالتدخّل السافر في الشؤون العربيّة وتوجيه السياسات وفرض حلول معيّنة على المنطقة». وتساءل: «أوليس من حقنا أن يكون لنا المشروع المشترك الذي تتبنّاه الدول العربية في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني؟».
وأوضح البيان أنّ «معالجة قضايا الأمّة العربيّة تستلزم تضافر كلّ الجهود وتكاتف كلّ القوى وفق أجندة عربيّة وإسلاميّة صميمة، كما تحتاج إلى إرادة قوية وصلبة من القادة والزعماء العرب، كما أن دعم المقاومة كحقٍّ مشروع ضد الاحتلال في فلسطين والعراق وأفغانستان، فضلاً عن فكّ الحصار ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني يتطلَّب وقفةً جادةً».
وأكدت الجماعة أنّ «مؤتمرات القمّة لا تستطيع أن ترقى إلى المستوى القادرة على التعامل مع المشكلات وحلّ الأزمات والخروج من حالة العجز والشلل العربي ما لم يستجب الزعماء والقادة العرب لدعوات الإصلاح الداخلي، وأن يتقوا الله في شعوبهم كي يتعاون الجميع شعوباً وحكاماً في تحقيق الإصلاح المنشود بإقامة ديموقراطيّة حقيقيّة تحقّق التعدديّة السياسيّة، والتداول السلمي للسلطة واعتبار الأمّة مصدر السلطات، وأن الشعوب هي صاحبة الحق الأصيل في اختيار حكامها ونوابها والبرامج التي تعبِّر عن طموحاتها وأشواقها».
وفي سياق الانتقادات أيضاً، حمل وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم على الضغوط الغربيّة التي مورست في رأيه على الدول العربية لخفض مشاركتها في قمة دمشق، واصفاً إيّاها بأنّها «مهزلة».
وقال شلقم لعدد من الصحافيين ليل أوّل من أمس: «كانت هناك ضغوط أميركية على الدول العربيّة لخفض تمثيلها، وآخر شيء سمعنا (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي يتدخّل في سير القمّة العربيّة». وأضاف: «نحن لم نتدخّل كعرب في قممهم الأوروبية، أصبحت الأمور مهزلة، وهذا الموقف يحتاج إلى علاج جماعي عربي».
من جهتها، طلبت حركة «حماس» من القمّة العربية أن تدعم اتفاقاً للمصالحة يرعاه اليمن بينها وبين حركة «فتح». وحث رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلاميّة، خالد مشعل، المقيم في سوريا، الزعماء العرب في قمّة دمشق على دعم كفاح «حماس» ضدّ إسرائيل. إلّا أنّه أكّد انفتاح حركته على إبرام هدنة مشروطة مع الدولة العبريّة.
وقال موقع «حماس» على الإنترنت إنّ مشعل كتب إلى الزعماء العرب يطلب منهم تأييد قيام حوار بين «حماس» و«فتح» بعدما بدا أنّ الاتفاق بوساطة اليمن لتنشيط المحادثات بين الحركتين تعثّر هذا الأسبوع.
كما ناشد رئيس الحكومة الفلسطينيّة المقالة في قطاع غزّة، إسماعيل هنيّة، القمّة والزعماء العرب وزعماء العالم المساعدة، وقال: «ندعو إلى ضرورة تبنّي القمّة تحركاً عربياً ودولياً لرفع الحصار عن غزّة والتحرّك السريع لفتح معبر رفح». وأضاف في كلمة عبر شاشات التلفزيون: «إنّنا نوضح أنّ الموقف الفلسطيني سيتعامل بجدية مع تهدئة متبادلة وشاملة مع رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر».