نادر فوز«الأهم هو خطاب الفيصل الذي فضح الأمور وهويّة من يقوم بدور التعطيل»، يقول وزير الاتصالات مروان حمادة، مضيفاً إنّ ما عجز عن قوله الأمين العام للجامعة أفصح عنه وزير خارجية السعودية. ويرى حمادة أن ما طرحه العرب في القمّة هو ضرورة انتخاب العماد ميشال سليمان ليقود بنفسه صيغة التوافق، «وشرح كل من موسى والفيصل المبادرة العربية» بينما كان موقف لبنان واضحاً، بحسب الوزير الأكثري، «لا نريد تدخلات في الشؤون اللبنانية، وتكرار مسار لبنان السياسي لن يكون مشابهاً لما حدث في قمّة عمّان 1980».
وعن موقف الأكثريّة من مقرّرات الاستحقاق العربي، يقول حمادة إنّ القمّة فشلت قبل أن تبدأ، مشيراً إلى أنها أحرجت دمشق ومعها المعارضة اللبنانية، التي إذا رفضت انتخاب سليمان فستكشف عن وجهها التعطيلي.
أما عضو كتلة المستقبل، النائب مصطفى علّوش، فيؤكد أنّ المجتمعين حاولوا طرح الأزمة اللبنانية، فـ«عندما أعلن موسى الإصرار على المبادرة العربية وانتخاب الرئيس أولاً، أعاد وزير الخارجية السوري طرح القضايا العربية الأخرى». ويقول علّوش إنّ حديث المعلّم «إشارة سلبية، تؤكد من يقف خلف إعاقة أي حلّ توافقي لإنهاء الأزمة في لبنان».
ويشدّد النائب على التزام 14 آذار المبادرة العربية وسعيها لإيجاد آليات من أجل تطبيقها، وأنه في حال انسداد الأفق «ستكون هناك مبادرة للأكثرية لتحريك وضعي الحكومة والرئاسة». وتوضيحاً لهذه القضية، يقول علّوش إنه يجب تغيير الوقائع للوصول إلى التوافق «والانطلاق من معطيات جديدة»، في إشارة منه إلى خطوتي ترميم الحكومة أو توسيعها والنصف زائداً واحداً.
وعن الوضع اللبناني، يقول علّوش إنّ الأزمة، ستستمرّ إلى الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، مشيراً إلى مرحلتين أساسيّتين، أولاها تستمر حتى تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، والثانية مرحلة ما بعد الرئاسة الأميركية أي «مرحلة تكيّف الإدارة الجديدة مع أوضاعها الداخلية والخارجية». وأبدى علّوش تخوفه من استكمال النظام السوري تاريخه الحافل بـ«التدمير والتفجير والاغتيالات، على اعتبار أنّ الوضع الأمني هو في يد من يصنع التفجيرات».
وفي المقلب الآخر، ترى شخصية معارضة بارزة أنّ «القمّة العربية كانت محطة هدنة سياسية على الأرض اللبنانية»، مشيرةً إلى إمكان تطوّر الأزمة الداخلية في الأسابيع المقبلة. «الحكومة، وبإملاء سعودي، ستحرص على توتير الأجواء»، تقول الشخصية المعارضة، واضعةً مسألة تحريك الحكومة في خانة «الجنون السياسي، الذي قد يفجّر الوضع الأمني الضعيف»، مذكراً بحرص المعارضة على استقرار الأمن، بعدما «تراجعت عن خطوتها التصعيدية في الشارع خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى
التوتّر».
وترى الشخصية المعارضة «أنه رغم الوجه الملائكي الذي أظهره سعود الفيصل» فالتعطيل والتعنّت الأكثري ـ السعودي يؤديان إلى عدم تحقيق أي خطوة على درب التوافق. وبعد تأكيدها حرص المعارضة على المبادرة العربية، رافضةً تحويرها، تشدّد الشخصية على أنّ إبعاد الأزمة السورية ـ السعودية عن لبنان «هو الخلاص الوحيد من الأزمة».