ليال حدادويشرح الطالب فايز سركيس سبب هذا الرفض، قائلاً: «برأي العميد أنّ هذا التحرّك يسيء إلى صورة الجامعة، أريد أن أسأله، هل برأيه تعيين غصن عضواً في مجلس الأمناء يجمّل صورة الجامعة أم يشوهها؟».
لكنّ كسرواني أوضح في اتصال مع «الأخبار» أنّه رفض التوقيع على منشور يدين أحد أعضاء مجلس الأمناء، وطلب توزيعه على بوابات الجامعة من دون إحراج أحد. ونفى أن يكون الطلاب قد أبلغوه سابقاً أنّهم سينظمون اعتصاماً احتجاجياً.
رفع «أبناء الحياة» صورة غصن وهو يصافح مؤسس شركة «بروجكت بيتر بلايس» الإسرائيلية لتصنيع السيارات الكهربائية شاي أغاسي في القدس المحتلة، إلى جانبه بيريز، وشعاراً أكّد أنّ الأرزة التي تتوسّط شعار «الأميركية» لن تتحوّل يوماً إلى نجمة داوود.
لم يكن عدد الطلاب المشاركين كبيراً. العشرات فقط أغاظتهم زيارة غصن إلى إسرائيل وتعيينه لاحقاً عضو مجلس أمناء في جامعتهم «فنصف الطلاب لا يدرون بالمشكلة من أساسها، أما القسم الباقي فإمّا لم يعرفوا بالاعتصام أو أن لا مشكلة لديهم بمنصب غصن في الجامعة»، يقول أحد الطلاب المشاركين.
حمل الطلاب أعلام فلسطين ولبنان، ورفعوا لافتات عليها خريطة فلسطين التاريخية، وأخرى كتب عليها: «أوقفوا إرهاب الدولة الصهيونية... أوقفوا التعاون في جرائم الحرب»، وغنوا «فليُمسِ وطني حرّاً فليرحل محتلي». كذلك اقتبس الطلاب شعارات من التظاهرات المتضامنة مع غزة وحوَّلوها إلى شعارات ضدّ غصن، فردّدوا «كارلوس غصن زي شارون، نفس الشكل ونفس اللون»، «يا دلال ويا دلال ما بدنا بالـAUB أنذال»
وهذا التحرّك هو المحطّة الأولى ضمن سلسلة نشاطات سينفّذها «أبناء الحياة» في الجامعة. فبعد الاعتصام سيوجّه الطلاب رسالة إلى أعضاء مجلس الأمناء كافّةً لتوضيح موقفهم، و«خصوصاً أننا علمنا أنّ قسماً منهم متضامنون معنا، كذلك هي حال عدد كبير من الأساتذة، ولكنهم لم يشاركوا معنا خوفاً على عملهم في الجامعة»، يوضح سركيس. كما سيرسل الطلاب رسالة إلى غصن شخصياً ليشرح موقفه، ويعطي تبريراً لتصرّفه «ولكن مهما كان التبرير، فما فعله غير مقبول فهو لبناني، ورأى ما حصل خلال عدوان تمّوز، لا أعرف بماذا كان يفكّر حين صافح أولمرت مثلاً»، تقول إحدى الطالبات وهي تصرخ ليسمع أحد الأساتذة الذي كان مارّاً من أمام الاعتصام.
وإذا لم تنفع كل هذه التحركات فسيرفع الطلاب دعوة قضائية على غصن أمام القضاء اللبناني لخرقه المادة 285 من القانون التي تنصّ على «معاقبة كل شخص يسكن لبنان أقدم أو حاول أن يقدم مباشرة أو بواسطة شخص مستعار على صفقة تجارية أو أي صفقة شراء أو بيع أو مقايضة مع أحد رعايا العدو أو مع شخص يسكن بلاد العدو، بالحبس سنة على الأقلّ وبغرامة لا تنقص عن مئتي ألف ليرة لبنانية».