جبيل ـ جوانّا عازارالمسؤول عن المجموعة، المحامي رفاييل صفير، أشار إلى أنها «تضمّ عدداً من الشركاء تدرّبوا على التعاون في ما بينهم بعدما تعرّفوا إلى بعضهم، فاختبروا العمل الجماعيّ مستفيدين من خبرات أجنبيّة، ومنها الخبرة الإيطاليّة».
بدأت المجموعة مع خمسة شركاء توسّعت بعدها لتشمل 12 مؤسّسة مشاركة في تجمّع هدفه إحياء المنطقة على جميع الصعد، يتعاونون أيضاً مع شركاء آخرين من مؤسسات تعليميّة ودينيّة ومراكز أثريّة ليبلغوا جميعاً ثلاثين شريكاً. والمؤسّسات المشاركة في مجموعة العمل المحليّ ـ الطريق الرومانيّ هي: مهرجان العسل في ميفوق، مهرجانات زبدين التراثيّة، La vallee blanche لإنتاج الحليب ومشتقّاته في إهمج، معصرة الريحانة لدبس الخرّوب في الريحانة، Ibrik لصناعة قشّ البلح في عمشيت، Honey herbs وهي منتوجات تجميليّة من النباتات والعسل في جبيل، فضلاً عن أشخاص مثل رافع صعيبي لصناعة العرق في بلدة بجه، فاهيه هامبارسوميان لصناعة القصدير في جبيل، أبي سعد إخوان للمتحجّرات في حاقل، عكرا لمنتوجات البهارات والأعشاب الطبيّة في جبيل، فرن أبو عسّاف للكعك التقليديّ في جبيل، وهند إلياس لصناعة المرصبان في فغال.
وتعمل هذه المجموعة على تنمية الطريق الرومانيّ، فالحجّ كان يبدأ قديماً من روما إلى بوليا (جنوب إيطاليا)، وفي لبنان من بيبلوس إلى بلدات نهر إبراهيم، المشنقة، يانوح، أفقا، المنيطرة، العاقورة، دير الأحمر، بعلبك وعنجر. وتعرف هذه الطريق بين جبيل وبعلبك بـ Via Appia وتضمّ معابد ومراكز حجّ وآثارات رومانيّة. من هنا تهتمّ الدولة الإيطاليّة بإعادة إحياء هذا المسار الذي ظلّ فعالاً لألفي سنة.
بدورها، تسعى مجموعة العمل المحلّي إلى إحياء هذا الطريق الرومانيّ اقتصاديّاً واجتماعيّاً، ما يخلق حركة في المناطق التي يمرّ بها، ويمهّد للاحتفال بالمناسبات الخاصّة بكلّ بلدة، إضافة إلى تنظيم المعارض فيها، الأمر الذي يجعل النشاط دوريّاً ويخصّص كلّ بلدة بنشاطات تميّزها عن غيرها.
ترى رئيسة لجنة مهرجانات بيبلوس الدوليّة، لطيفة اللقيس، أن المجموعة «أثبتت فعاليّة العمل الجماعيّ، وقد أثمرت خطوات كبيرة في تشجيع الإنتاج المحليّ، حيث لمست الفوائد على الأرض». ومن المتوقّع حسب اللقيس تنظيم سوق دوريّ تعرض فيه منتوجات مجموعة العمل المحليّ مع تحديد شروط للمشاركة في هذه المعارض، مع العلم بأنّ المنتوجات ستحمل ملصقاً موحّداً يعرّف عنها وتعليباً خاصّاً. وتنجح هذه المجموعة بفضل جهود مركز الاستقبال والاستعلام السياحيّ وتعاون بلديّة جبيل.
ويبقى أنّ هذه التجربة حسب نائب رئيس جمعيّة أصدقاء بيبلوس، الدكتور مارون المجبّر، «تستفيد من تجربة سبقتها في مقاطعة بوليا في جنوب إيطاليا اختبرت التنمية الريفيّة عبر تشجيع منتجات من أرض المقاطعة لاستقطاب السيّاح. لذا عملت مجموعة العمل المحلّي على تشجيع منتجات وأصناف تتميّز بها كلّ بلدة من بلدات قضاء جبيل، وتعمل بالتالي على توصيف هذه المنتجات. فمجموعة العمل المحليّ تكوّنت من أشخاص ناجحين في مهنهم، وبالتالي اجتمع نجاحهم في عمل جماعيّ في إطار جمع السياحة، الثقافة، الصناعة، التصنيف الغذائيّ... هدفه تحقيق الربح المادّي والمعنويّ لهذه المجموعة. من هنا تسعى مجموعة العمل المحليّ حسب المجبّر إلى تقديم رزمة متكاملة إلى السائح من لحظة وصوله إلى منطقة جبيل تجمع بين زيارة الأماكن الأثريّة والتمتّع بالمناخ الرائع، تذوّق المأكولات الخاصّة بكلّ بلدة والمنتجة بطريقة صحيّة، التعرّف عن قرب إلى طريقة تحضير المنتجات مراقباً نوعيّتها... ومن هذه المنتجات عسل بلدة ميفوق، دبس بلدة الريحانة، بلح بلدة عمشيت، مونة بلدة زبدين... إضافة إلى التعرّف عن كثب إلى المهن الحرفيّة، ومنها صناعة القصدير، أو زيارة مواقع مثيرة للاهتمام كالمقالع التي تستخرج منها الأسماك المتحجّرة... وعلى هذه الرزمة أن تعمّم على وكالات السفر ليستفيد منها أكبر عدد من زوّار منطقة جبيل.
ويبقى أنّ الخيار الأكبر هو توسيع الخبرة إلى كلّ لبنان بعد منطقة جبيل، وخاصّة أنّ التجربة نجحت في دول مثل إيطاليا، لأنّ المجموعات عملت يداً بيد وبفضل الخبرة الإيطاليّة الطويلة في مجال التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة. وفي لبنان، يقع الجهد على القطاع الخاصّ مع تعاون مع الدولة تمثّل بوزارة الزراعة في مرحلة معيّنة.
جورج خوري من جمعيّة أصدقاء بيبلوس شارك في الدورة التدريبيّة التي أقيمت في إيطاليا، ورأى أنّها «وسّعت الآفاق وكانت ناجحة جدّاً وأظهرت مدى فعاليّة العمل الجماعيّ بعيداً عن الفرديّة ضمن هدف واضح واستراتيجيّة واضحة. إضافة إلى أنّ الدورة أظهرت التجربة الإيطالية في تطبيق مفاهيم التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة على الأرض وسبل تطبيقها في لبنان».
وأشار إلى أنّ الوفد اللبنانيّ شارك بدوره في نقل ما تعلّم إلى الجماعة المحيطة به في سبيل تنمية المنطقة كلّها.