فداء عيتانيتعدّدت العروبة، تعدّدت إلى الحدّ الذي لم نعد نعرف إلى أية عروبة ننتمي، علماً بأن العديد من أقطاب 14 آذار يؤكدون انتماءهم العربي، دون إيضاح ما إذا كانت تلك هي عروبة العراق، التي تخوض في الدماء ليل نهار بفضل الاحتلال الأميركي، الذي امتنعت قمة دمشق عن تسميته باسمه. كما لم يوضح أقطاب الأكثرية ما إذا كانت العروبة المقصودة هي عروبة السلام وحب الحياة على النمط المصري، حيث تعصف أزمة الرغيف حالياً ، وحيث كل يوم في حواريها هو يوم يصلح لأزمة رغيف جامحة. التحديد الوحيد للعروبة الذي وصلنا من الأكثرية هو ما قاله رئيس الحزب التقدمي، المتحدث بينما يحدق إلى السماء عن عروبة منفتحة تستشرف المستقبل، علماً بأن الرجل نفسه تحدث بالأمس عن خيبة أمل من قمة دمشق التي فشلت حيث «افتقدت الرؤية السياسية التي يفترض أن ترسمها القمم العربية لتقدمها إلى شعوبها». متى كانت المرة الأخيرة التي سمع فيها عن قمة نجحت في رسم أي شيء؟ ومتى كانت المرة الأخيرة التي لم يدّعِ فيها العروبة لخداع حلفائه السابقين؟