ثائر غندور
يتوقّع أهالي شهداء أحداث الأحد الدامي اليوم نتائج التحقيقات العسكريّة والقضائيّة، لتبيان حقيقة ما جرى. ستحمّل هذه التحقيقات المسؤوليّة لأشخاص قد يكونون عسكريين أو ميليشياويين أو مدنيين، لكن المؤكّد، بحسب بعض المعارضين، أن الحقيقة السياسيّة لن تُقال، وستبقى ضمن كواليس المعارضة والمؤسّسة العسكرية، وبالتأكيد فريق السلطة.
«ما حصل يوم الأحد لم يكن مجرّد قرار ميداني اتخذته عناصر من الجيش، بل كان فخّاً مجهّزاً للإيقاع بالمعارضة واصطياد بضعة عصافير بحجر واحد» على ما يقول أحد المعارضين.
وفي رأيه إن فريق السلطة حاول استفزاز حزب الله عبر قتل المتظاهرين، آملاً أن يندفع الحزب إلى الردّ على مطلقي النار، أي على الجيش وعين الرمّانة، فتتوتّر الأجواء، وعلى الصعيد السياسي، يقع ميشال عون في مأزق كبير، وهو الذي قال إن وثيقة التفاهم تنهي أعواماً من التوتّر بين الشيّاح وعين الرمّانة، ويصبح عون أمام خيار من اثنين: قطع علاقته بحزب الله للحفاظ على شعبيته المسيحية، أو الحفاظ على علاقته بالحزب، وخسارة قاعدته. وفي الحالتين تكون المقاومة قد خسرت غطاءً وطنياً. ويقول معارض آخر، إن الخطة استهدفت غاية أخرى أيضاً هي خلخلة العلاقة الجيدة بين قائد الجيش ميشال سليمان ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وهو أكثر زعماء المعارضة مطالبةً بسليمان. ولذلك دُبّرت الحادثة في منطقة الشيّاح التي تُعَد واحدةً من المعاقل التاريخيّة لحركة «أمل»، وأول من اغتيل هو مسؤول محلّّي في الحركة.
ويذهب معارض آخر إلى أبعد من ذلك فيقول: «وتكون السلطة قد قدّمت خدمة لأولمرت، هي توتّر العلاقة بين المقاومة والجيش».
ويرى هؤلاء المعارضون أن الهدوء الذي اتّسم به تصرّف حزب الله وحركة أمل، وضبطهما لجمهورهما تلك الليلة، وهو الأمر الذي كان صعباً جداً، أسهما إلى حدّ كبير في قلب هذه المحاولة على أصحابها.
فحزب الله لم يوجّه بندقيّته إلى الداخل إطلاقاً، وجمهور «أمل» لم يقتحم عين الرمّانة، وتبيّن أن الضجة السياسيّة والإعلاميّة بشأن إلقاء القنبلة «مفتعلة ومحضّرة سلفاً، ما يوحي بأنهم كانوا على علم بالحادثة، والتحقيقات أثبتت أن هذه القنبلة جاءت من عين الرمانة»، كما يقول مصدر معارض. وبالتالي، فإن كلّ أطراف المعارضة خرجت منتصرة سياسياً من هذا اليوم الدموي، وأصبحت السلطة والقوّات اللبنانيّة تحديداً في موقع المدافع عن
نفسه.
كما أصبحت العلاقة أكثر متانة بين المقاومة والمؤسسة العسكريّة «التي تعرف حجم الجهود التي بذلتها «أمل» وحزب الله لضبط ردود الفعل من الجنوب إلى البقاع والضاحية الجنوبيّة لبيروت»، يقول معارض آخر، ويشدّد على أن التيار الوطني الحرّ يستطيع أن يقول إن «التفاهم» أسهم إلى حدّ كبير في تحييد سكّان عين الرمّانة عما حصل.
ويسأل أحد هؤلاء المعارضين: هل يُمكننا اليوم إعادة قراءة أسباب اغتيال اللواء فرانسوا الحاج والرائد وسام عيد؟