طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
تكفل القوانين المرعية الإجراء تحويل حياة السجناء في الزنازين إلى برامج تعاون ومشاركة من خلال برامج إصلاحية، كي يتمكنوا بعد خروجهم من الاندماج بالمجتمع


«هنا يكمن الفرق في النظرة إلى السجون ونزلائها بين مؤسسة عقابية تعتمد الزجر والقمع والانتقام، وتحسب المرتكب سوسة مهترئة ترمى، وعضواً يجب بتره لإبعاده عن المجتمع، ومؤسسة إصلاحية تعتمد معالجة الحالة المرضية في الفاعل من فكرية وعضوية واجتماعية ونفسية لترافق الفرد منذ دخوله السجن الى ما بعد خروجه، وذلك لتأهيله وتأمين إعادة اندماجه في العائلة والمجتمع». هذا ما صرح به قائد الدرك العميد انطوان شكور أثناء افتتاح قاعة للمعلوماتية داخل سجن القبة بطرابلس، حيث أصبح بإمكان المساجين الاستفادة من خدمات تكنولوجيا المعلوماتية.
فبعد تدرج تحسين الأوضاع داخل سجن القبة منذ سنتين الى الآن، جاءت قاعة المعلوماتية ثمرة لمبادرة مشتركة بين المرشدية الإنجيلية للسجون وشركة مايكروسوفت، وبالتعاون مع جمعيتي «Arcenciel» و«يداً بيد». إذ قدّمت الشركة خمسة عشر جهاز كومبيوتر مع البرمجيات الضرورية، كجزء من برنامج «إمكانات مايكروسوفت اللامتناهية»، وذلك بغية مدّ حوالى 500 سجين بمهارات عمل جديد وتأمين التدريب لهم على تكنولوجيا المعلومات، ولا سيما أن مدرساً من الشركة سيقوم بتدريب 15 سجيناً على تكنولوجيا المعلومات الأساسية كي يقوموا لاحقاً بتدريب زملائهم.
وطالب شكور في كلمته «بإنشاء السجون النموذجية في لبنان»، مبدياً حماسته للإدارة المدنية للسجون لكن ليس على الطريقة اللبنانية «انهض لأجلس مكانك»، فنحن و«المساجين نعيش في النكبة من البنية التحتية الى الأحوال السيئة للسجون الى الأوضاع المادية المتردية».
كما تحدث خلال الافتتاح جلال حلواني، ممثلاً النائب سمير الجسر معتبراً «أن بعض السجون عرف إدارة جيدة من بعض الضباط المؤهلين تدريباً وخلقاً، إلا أن ذلك كان لحالة عارضة تنتهي بنقل هؤلاء الضباط بفعل الترقية الى مكان آخر تستوجبه الرتبة الجديدة، فيضيع بذلك ما أنفق على التدريب.
وفي كل الأحوال، فإن القانون ينص على نقل السجون الى الإدارة المدنية وحال الدنيا كلها في العالم المتحضّر تنزع الى هذا الاتجاه، فالسجن يجب أن لا يكون أداة انتقام بل أداة اقتصاص بحكم واجب المساءلة التي لا تستقيم من دونها حياة». أما مدير «برامج المواطنية» في مايكروسوفت، إيلاف خليل، فأكد «أن المهارات التي سيحصل عليها المساجين ستسهل اعادة اندماجهم في المجتمع والعثور على عمل، كما أنها ستساعدهم على أداء دور إيجابي في مجتمعاتهم». ثم كانت كلمات لجمعية «قوس قزح» وكلمة المرشدية الإنجيلية أكدت في مجملها على ضرورة دعم السجين وتثقيفه.