strong> ليال حداد
يقدّم متخرّجو الدراسات العليا ـ صحافة في الجامعة اللبنانية، نظرة نقدية لتجربتهم في التعاون الموقّع بين الجامعة، والمعهد الفرنسي للصحافة «paris 2»، ومركز باريس للتدريب الصحافي (CFPJ). وفي هذا الإطار، لا تتردّد الطالبة صونيا نكد في التعبير عن امتنانها لما قدّمته الجامعة للطلاب، «فالتعرّف إلى طريقة عمل الصحافة الفرنسية علّمنا الكثير، لكونها تختلف عن طريقتنا في صناعة الخبر وكتابته». تعدّد نكد نقاط الاختلاف من الأولوية في اختيار الأخبار «ففي لبنان، نبدأ دائماً بالسياسة أما في فرنسا فالأولوية لشؤون المواطنين وما يهمّهم اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً»، إلى طريقة الكتابة «الفكرة التي تحتاج إلى مئة كلمة للتعبير عنها في العربية، تأخذ معناها الوافي في أقلّ من عشر كلمات في الفرنسية». وتكمل نكد المقارنة بين الصحافة العربية والفرنسية، فالأخيرة توجه الطلاب للاهتمام بالدراسات، ومصادر المعلومات الإلكترونية «ببساطة أستطيع القول إنّ ما تعلّمته في سنة واحدة في الدراسات العليا يوازي كل المواد التي درستها على مدى أربع سنوات في كلية الإعلام والتوثيق».
في المقابل، تتوقف الطالبة جيرمان حداد عند متابعة الطلاب التي لم تكن جدية بما يكفي، كما تقول، «والدليل على ذلك أنّ ثلاثة طلاب لم يقدّموا الـ MEMOIRE ولم يتخرّجوا». ثم إنّ الطلاب تحمّلوا، بحسب حداد، كل المصاريف على نفقتهم الخاصة وخصوصاً تلك المتعلّقة بالتدريب في المؤسسات الإعلامية «فالجامعة بالكاد أمّنت فرصاً في المؤسسات». وتوضح أنّ جودة التعليم في البرنامج لم تكن مرتبطة بوجود أساتذة فرنسيين وحسب، فالأساتذة اللبنانيون كانوا من النخبة أيضاً».
لا ينعكس رأي حداد السلبي على باقي زملائها، فجوانا عازار ترى أنّ حظوظ الطالب ترتفع في سوق العمل اللبناني، بمجرّد حيازته شهادة من جامعة خارجية ولا سيّما من فرنسا، «لأنّ اللبنانيين يعطون أهمية كبيرة للـprestige». غير أنّ ما تعلّمته عازار في سنة الدراسات العليا لا يقتصر على الـ«prestige»، فالخبرة المشتركة بين الصحافتين اللبنانية والفرنسية «تغني الطالب»، وتعطيه هامشاً للنقد، على حد تعبيرها. وتشدّد عازار على أن الفرق بين السنوات الأربع في كلية الإعلام والسنة في الدراسات العليا «هو التطبيق، فهنا لا مكان للنظريات، حتى إننا سجلنا نشرة إخبارية كاملة في جامعة الألبا، وهو ما لم نكن نفعله في سنوات الإجازة».
وكانت الجامعة قد احتفلت بتخريج طلاب الدراسات العليا في الصحافة الفرنكوفونية في مركز البعثة الثقافية الفرنسية. وتحدّث القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان أندريه باران عن تماشي شهادة الدراسات العليا مع النظام الجديد في كلية الإعلام والتوثيق (LMD)، وتحوّل مدّة الدراسة من سنة واحدة إلى سنتين. أمّا ممثلة رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر، مسؤولة العلاقات الخارجية في الجامعة الدكتورة برناديت أبي صالح، فعدّدت إنجازات المتخرجين ولا سيّما الـ 150 memoires التي قدّموها، إضافة إلى عدد من الأفلام التي نالت الجوائز. من جهته، ذكّر الدكتور أنطوان مسرة، باسم أساتذة البرنامج، المتخرجين بصفات الصحافي الناجح والطريقة التي يتعاطى بها مع الخطاب المتدنّي للإعلام في الوقت الحالي، محذّراً إياهم من التحوّل إلى «مجرّد ببغاوات لما يقوله السياسيون».