فداء عيتاني
ينشط رئيس حكومتنا فؤاد السنيورة في هذه المرحلة أكثر من المعتاد، فقد اتصل بقائد الجيش واطّلع منه على تفاصيل الاعتداء الأخير على موقع للجيش، وحين كانت الضاحية تحت النار كان هو يترقّب صدور تقرير فينوغراد، فلم يتمكّن من الاتصال بقيادة الجيش، وربما لم يكن ليجد من يجيب اتصاله، لكنه في كل الأحوال وصل الى استنتاج خطير بعد صدور التقرير الإسرائيلي، ألا وهو أن العدو يحضّر لعدوان جديد على لبنان، وشاركه في التحليل أحد الوزراء الذي دعا إلى أخذ العبر من تقرير العدو، وإلى إجراء تحقيق لبناني مشابه على المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية، رغم أنه سيكون هو نفسه أول المتضررين من أي تحقيق يتّسم بحد أدنى من الجديّة.
أمّا رئيس الحكومة، فربما سينشغل غداً، وبعد استنتاجه المتقدّم، بإيجاد مواقع تخزين للمساعدات التي سنستجديها، بدل موقع البيال والمرفأ الذي تختفي فيه المساعدات وتحترق بقاياها. وربما لن يتمكّن من الرد يومياً على منتقديه، وخاصة أنه أبلغهم أمس بضرورة اتّقاء الله. وسينشغل حتى عن اتّقاء الله نفسه.