strong>حسن عليق
لا يشكّل التقرير الذي أصدره، أول من أمس، القائمون على التحقيق في أحداث طريق صيدا القديمة قراراً قضائياً أولياً. فهو تقرير إجرائي، يشبه إلى حد بعيد ما كان يصدره رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق سيرج براميرتس، لناحية توضيح كيفية سير التحقيقات التي أكّد مصدر قضائي رفيع لـ«الأخبار» جديتها، إضافة إلى تحديد المرحلة التي قطعتها وترجيح اتجاهها، من دون تسمية أيّ من المشتبه فيهم أو حسم أيّ من الفرضيات علناً. ومن المنتظر، بعد التقرير المذكور، أن يدّعي القضاء العسكري على المشتبه فيهم بافتعال الأحداث والمشاركة فيها، بعد تحديدهم. وأكّد المشرفون على التحقيق أن التحقيقات تسير «بسرعة لكن من دون تسرّع».
مصدر متابع تحدث لـ«الأخبار» مستبعداً وجود «مؤامرة» أو ترتيب مسبّق لأحداث يوم الأحد الفائت، رغم استمرار التدقيق في هذه المسألة، مؤكداً أن الأمر «حصل في حالة فوضى». وشدد المصدر على أن الجيش لن يتردد في المحاسبة المسلكية لعناصره الذين شاركوا في الأحداث.
من ناحية أخرى، علمت «الأخبار» أن خبراء من الجيش كانوا خلال اليومين الأولين من الأحداث قد عاينوا جثث الشهداء، بعدما كانت لجنة من الأطباء الشرعيين قد كشفت عليها. وقد دار نقاش حول إصابات الشهيد أحمد حمزة، الذي توجد في جسده آثار لثلاثة جروح: جرح على يمين صدره، وآخر على يساره إضافة إلى جرح في ذراعه الأيسر حيث استقر طلق ناري من نوع كلاشنيكوف استخرجه الأطباء. وكان المعالجون في المستشفى الذي نقل إليه الشهيد قد حاولوا إسعافه، فنظفوا جراحه وشقّوها لإدخال أنابيب لإزالة المياه والدماء من رئتيه. ولهذا السبب، تعذر على الأطباء الشرعيين حسم مكان دخول الطلق الذي أصاب جسد الشهيد ومكان خروجه، وبالتالي، لم يتمكن المحققون من تحديد ما إذا كان حمزة قد أصيب بطلق ناري واحد، اخترق جسده من الناحية اليمنى وخرج من اليسرى ليستقر بالذراع، أو ما إذا كان قد أصيب بطلقين ناريين: واحد اخترق الجسد من الجهة اليسرى وخرج من اليمنى، وأصاب الثاني ذراعه اليسرى.
يذكر أن الشهيد حمزة هو الوحيد الذي استخرج من جسده طلق ناري عائد لبندقية كلاشنيكوف، فيما الطلقات المستخرجة من أجساد عدد من الشهداء الآخرين عائدة لبنادق أم ـــــ16.
ولا بد من الإشارة إلى أنه ليس في لبنان قدرات مخبرية للتحقق مما إذا كان طلق ناري أصيب به أحد الأشخاص قد أطلق من بندقية معينة، كما هي حال طلق الكلاشنيكوف المستخرج من ذراع الشهيد حمزة، والذي لا يمكن جزم بما إن كان قد أطلق من بندقية الكلاشنيكوف التي ضبطها الجيش مرمية بين كنيسة مار مخايل وكاليري سمعان يوم الأحداث، والمزوّدة بمنظار كبير، والتي كان مخزنها يحوي رصاصة واحدة فقط. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن هذه البندقية وُجدت تحديداً قرب مبنى شركة «مازدا»، وأن التحقيقات المخبرية توصلت إلى نتيجة مفادها أن نيراناً أطلقت من البندقية المذكورة، من دون تحديد الشخص الذي استخدمها قبل رميها في المنطقة.