توجّه سيمون ع. فجر 6/1/2007 إلى ملهى الـ«أولد ان» على طريق عام زغرتا ــــــ إهدن بعيد منتصف الليل. وبعدما ألقى التحية على صاحب المحل وجلس على إحدى الطاولات، دخل جواد فرح، برفقة أربعة من أصدقائه للسهر. ولدى رؤيتهم لسيمون توجّهوا لإلقاء التحية عليه، عانقه فرح وقبله ودارت بين الاثنين دردشة قصيرة. ومن ثم سحب سيمون مسدسه ووجّهه إلى صدر فرح وأطلق النار.خرج سيمون من المحل على الفور، وعاد بعد دقائق ليحمل فرح إلى مستشفى دار الشمال. إدارة المستشفى اتصلت بفصيلة زغرتا وأعلمتهم بوجود شخص مصاب بطلق ناري في صدره، فتوجّهت دورية من الفصيلة إلى هناك. وفي المستشفى، تقدّم سيمون ع. من عناصرها واعترف بأنه أثناء ممازحته لفرح في الملهى بواسطة مسدسه، انطلق عيار ناري بالخطأ وأصابه في صدره، فأُوقف. وبعد ظهر اليوم نفسه توفي فرح.
خلال التحقيق في فصيلة زغرتا وأمام قاضي التحقيق في الشمال، ادعى سيمون أنه عندما شاهد جواد فرح في الملهى عانقه وسلم عليه، ومن ثم سحب مسدسه ممازحاً وضربه بقبضة المسدس على كتفه اليسرى، فانطلق منه عيار ناري بالخطأ. كما أكد أنه لم يلقّم المسدس بعدما سحبه، وقال إنه لا يعرف كيف انطلقت الرصاصة، مرجّحاً أن يكون قد لقّمه في يوم سابق. كما قال إن المسدس مرخّص، لكن انتهت رخصته في 31/12/2006 وتقدم بطلب تجديدها.
وأكد الشهود الذين أدلوا بإفاداتهم أمام قاضي التحقيق في كل من الشمال وبيروت (بعد نقل الملف إلى بيروت) أنهم لم يشاهدوا المشتبه فيه يلقّم سلاحه. كما أكدوا جميعهم، أي رفاق فرح الأربعة وصاحب الملهى روبير د. والعامل فيه جورج ش. أن فرح وسيمون عانقا بعضهما بعضاً وتبادلا القبل بعد إلقاء التحية، ومن ثم شاهدوا سيمون يسحب مسدسه ويطلق النار على صدر فرح، ومن لم ير الفعل أكد أنه سمع صوت إطلاق نار. وكان سيمون قد خرج على الفور من الملهى ليعود بعد دقائق وينقل المصاب الى المستشفى.
وجاء أيضاً في تقرير الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة أن الرصاصة أُطلقت من أعلى الى أسفل عن مسافة قريبة، بدليل وجود وشم بارودي على الملابس والجثة، وأن الوفاة حصلت نتيجة النزف.
سيمون اعترف بأن الطلقة من مسدسه، إلا أنه نفى أن يكون قد أطلق النار على فرح عمداً بل عن طريق الخطأ، لكنّ الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضية سهير الحركة أصدرت قراراً أمس، باتهام سيمون بجناية المادة 549 عقوبات التي تنص على الإعدام، معتبرةً أنه تعمّد القتل.