طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
شعر ستة طلاب من حملة الليسانس في معهد الفنون الجميلة ـ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية بالغبن، بعد التحاقهم بالمرحلة الأولى من الماستر (الماستر ـ1). فالنظام الجديد سمح هذا العام لطلاب الإجازة (4 سنوات دراسية وفق النظام القديم) بمتابعة الماستر، وعددهم 24 طالباً، ما أوجد تفاوتاً في الأعمار والخبرات داخل الصفوف. والمفارقة أنّ السنة الأولى ماستر تضم طلاباً كانوا أساتذة لطلاب الليسانس، واغتنموا فرصة فتح الباب أمامهم لمتابعة دراساتهم، وهو ما لم يكن متاحاً لهم سابقاً.
وتوضح روعة حدّارة أنّه «لا مجال للمقارنة بين من لديه خبرة 15 أو 20 سنة، ومن لا تتجاوز خبرته ثلاث سنوات».
فيما تستغرب ريميل علي قول أحد الأساتذة: «إنّ مستوى بعض الطلاب أدنى من مستوى الباقين، ولا نريدهم في الصف». وقالت: «فليقبلونا أو يقفلوا القسم، فليس مقبولاً أن نكون كبش محرقة»، متسائلة: «كيف يكون مستوانا أقل من الآخرين، ونحن من يحضر المقرّرات لبعض الأساتذة لكي يدرّسوها لباقي الطلاب؟».
وتوضح علي: «إنّنا نعاني من البرنامج الجديد الذي يطبّق للمرة الأولى، ونشعر بأنّنا ضحيته، وخصوصاً أنّ بعض الطلاب ـــــ الأساتذة يقولون إنّه مُعَدٌّ لطالب فوق مستوى الليسانس؛ يعقّدون علينا الأمور، فيقبلون مشاريعهم وينجحون، ونحن يرفضون مشاريعنا ونرسب، مع أنّنا نحتاج إلى شهادة الماستر أكثر من الآخرين، لأنّ شهادة الليسانس لم نحصل عليها بعد بسبب الخلاف السّياسي في البلد وتضارب الصلاحيات، ولا نستطيع العمل أو متابعة دراستنا في معهد آخر».
من جهتها، تشير سعاد مكاري إلى «أنّ حلّ المشكلة يكون بعدم الاستنسابية في التعاطي معنا، وكان يجب أن يقولوا لنا منذ البداية إنّ القسم مخصص لطلاب معينين، وأنتم غير مقبولين فيه، لكن يبدو أنّنا نحتاج إلى واسطة لدخول الجامعة والمعهد، أو ليصبح أحدنا فناناً، فإذا كنت أحتاج إلى واسطة حتى أصبح فنانة، فـ«بلا الفنّ من أساسه».
غير أنّ مدير المعهد الدكتور علي العلي، الذي رأس صباح أمس اجتماعاً إدارياً في مكتبه لمعالجة الموضوع، أوضح أنّ «المشكلة إدارية بحتة، وهي تواجه أيَّ برنامج في انطلاقته الأولى»، لافتاً إلى وجود «تفاوت في المستوى الأكاديمي بين طلاب الدبلوم وطلاب الليسانس، وعلى هذا الأساس تقرّر في الاجتماع إعطاء اهتمام أكبر بطلاب الليسانس، حتى يلتحقوا بزملائهم».
وتحدث عن بعض الثغرات التي رافقت البرنامج في الفصل الأول الذي ينتهي أواخر شباط الجاري، قائلاً: «إننا نعمل على ردمها وتجاوز كلّ العوائق في الفصل الثاني». ولفت إلى أنّ الماستر يجعل النّظام التعليمي اللبناني يدخل أوتوماتيكياً النّظام التعليمي العالمي، ويجعل شهادة الجامعة اللبنانية معادلة تلقائياً على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أنّ وجود قسم الدراسات العليا في المعهد «فتح آفاقاً واسعة أمام الطلاب، الذين كانوا لا يستطيعون في السابق، بعد حصولهم على الدبلوم، متابعة دراساتهم العليا في لبنان، بسبب عدم توافر المجال أمامهم لذلك».
وإذ ركّز العلي على أنّ الماستر والبرنامج التعليمي الجديد هو «تجديد للعطاء الأكاديمي، ومواكبة لتطورات العصر»، رأى أنّ نظام الماستر الحالي له إيجابيات أخرى، وأهمها تحوّله من نظام السنوات الدراسية إلى نظام الأرصدة».