غسان سعود
مقارنةً بحركة مسؤولي حزب الله وحركة أمل المكثفة منذ أكثر من أسبوعين، يبدو تيار المستقبل غائباً عن الصورة التي اعتادت إطلالات النائب سعد الحريري ومسؤولي تياره غداة كل تطور أمني.
غياب سببه، وفق النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار «الخطاب الرديء الذي يتبناه بعض مسؤولي حزب الله». والغياب، بحسب الحجار، أفضل بكثير من المشاركة في صخب لفظي، مبدياً مفاجأته من «انحدار مستوى الخطاب السياسي عند وجوه بارزة كالسيدين علي عمّار ونواف الموسوي وغيرهما من الذين كنا نجلس لنستمع إليهم حين يتكلمون».
ويقول الحجّار إن «بعض مسؤولي الحزب، الشتّامين، يصرّون على التحريض المذهبي لإثارة الفتنة، والردُّ عليهم قد يكون أسهل الوسائل لتحقيق مبتغاهم بإحراق البلد»،. مشيراً إلى نفور الناس، حتى مؤيدي المعارضة، من هذا الخطاب المتوتر.
حوادث الأحد الماضي، تابعها نواب كتلة المستقبل عبر وسائل الإعلام وعبر اتصالات خاصة كانوا يجرونها بمعارفهم في القوى الأمنيّة. وقد طُلب إليهم الدفع نحو التهدئة لحساسية المكان والموضوع ولمنع استغلال الحادث في انحرافات يُندم عليها لاحقاً، و«خصوصاً أن أي تبنٍّ من مسؤول بارز للروايات عن إطلاق نار من هنا وهناك كما سوّقت بعض وسائل الإعلام كان سيفجر الأمور وربما دفع صوب 13 نيسان آخر». ودعت التوجيهات العليا إلى الهدوء والحذر في تناول الموضوع، وحصر الكلام ببعض مسؤولي المستقبل أصحاب الخبرة في التعامل مع حوادث كهذه، والتزم الجميع ضرورة الدفاع عن الجيش في الحملة الشرسة عليه.
ويقول الحجار إن تيار المستقبل «قلق من إصرار حزب الله على شحن النفوس، ومحاولته أخذ الأمور إلى حيث يريد السوريون». وإذ يأسف لما حصل في الشيّاح، يعود ليؤكد باسم تيار المستقبل أن «الحل بتحقيق شامل، يتخطّى المنحى الآني، ويبحث في خلفية دفع الناس للتظاهر وقطع الطرقات خلافاً للأصول» مستغرباً تراجع حزب الله المثير للشك عن المطالبة بمعرفة كيف قتل الشاب أحمد حمزة بالرصاص من مسافة قريبة جداً، مشيراً إلى أن معالجة حوادث الأحد لا تكون بتوقيف بضعة عسكريين ومدنيين. فيما يحمل أحد زملائه المحرّضين ضد الحكومة مسؤولية الدم. منبهاً إلى ضرورة أن يعي الناس خطر ما يدفعهم البعض للقيام به، قبل التبرؤ منهم ورفع الغطاء عنهم.
ويتابع النائب مؤكداً «وجود مخطط معارض يقضي بضرب هيبة الجيش وحصاره بغية عزله لاحقاً ومنعه من القيام بدوره حين يقررون النزول إلى الشارع والسيطرة على مؤسسات الدولة»، كما يعتقد الحجار أيضاً أن مخططاً لن يمر، «لأن الناس، باختصار، لن يسمحوا بحصوله»، لافتاً إلى وضوح النائب سعد الحريري في قوله أخيراً «إننا لن نقف مكتوفين حيال ما قد يحصل»، و«سنتعامل مع من يريد تغيير قواعد اللعبة بتغيير مماثل».