فداء عيتاني
يضاف اتهام آخر إلى سلسلة الاتهامات التي تتبادلها الموالاة والمعارضة في السجال السياسي اليومي: اليوم، الدرجة هي تراشق الاتهامات بتوريط الأجهزة الأمنية في الصراع السياسي، يقابلها الاتهام بالتهويل على القوى الأمنية واتهامها بانتهاك حياديتها، بينما تشدد القوى الأمنية على أنها على الحياد في الصراع الدائر.
الواقع، بكل بساطة، أن القوى الأمنية في البلاد لا تشبه إلا المواطنين الساعين فوق الأراضي اللبنانية، وهي في كل الأحوال معنية بالصراعات الجارية كلها، ومحاولة تحييدها أشبه بمحاولة عزل تأثيرات الزمن عن مجرى النهر. أضف أنها، وفي الفراغ الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تأخذ حجماً أكبر من كونها مجرد أجهزة تسهر على أمن المواطنين وتتموّل من جيوبهم عبر الضرائب.
إحدى أشطر البدع اللبنانية هي الدعوة إلى حماية الأجهزة الأمنية. فإذا طُلب من السياسيين والمواطنين حماية الأجهزة، فماذا يبقى لهذه من مهمة تقوم بها غير قبض رواتبها من أموال المكلّف اللبناني... وإطلاق النار على المعتصمين؟