نيويورك ـ نزار عبود
يعيش فريق الموالاة وضعاً حرجاً مع تضاعف مطالب الحلفاء الخارجيين، التي باتت تفوق طاقة 14 آذار وبلغت ضغوط الخارج حدّ تهديد الموالاة بدفع ثمن تخاذلها..
وكشف مصدر دبلوماسي أن الأمور باتت تطبخ بـ«قدر الضغط»، لأنه لم يعد أمام الولايات المتحدة متسع من الوقت بسبب الاستحقاقات الكثيرة المتوجبة في الأشهر المقبلة، فصدرت توجيهات إلى المدعومين المحليين تنصح بعدم الاكتفاء بالـ«المبادرات الرمزية والانتقال إلى أداء دور حاسم كبير يمكن اتّباعه بخطوات عملية حاسمة
أيضاً».
وأبدى المصدر الدبلوماسي خشيته من أن تقوم قوى أمنية رسمية بالقبض على مجموعات من فئة معيّنة واتهامها بـ«التآمر لإطاحة الحكومة رداً على التحقيق الجاري»، وتكون غاية هذا العمل تفجير الفتنة التي تسعى إسرائيل إليها منذ عام 2006.
وذكّر المصدر بمؤشرات حصلت في حرب تموز تنمّ عن مدى فقدان الصبر الأميركي من الشريك الداخلي، ومنها الرسائل الإسرائيلية عبر ضرب ثكن الجيش وتهديد منطقة رأس بيروت التي لا تبعد عن قريطم، فكان أن رضخت السلطة بتبني مواقف سياسية في مجلس الأمن واستجابت المطالب الإسرائيلية.
وأضاف المصدر إن إسرائيل والإدارة الأميركية، بعد إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، لم تعودا بحاجة إلى حكومة السنيورة لتوفير ذرائع التدويل، كما حوّلتا دور الموالاة من المرحلة السياسية إلى العسكرية، واضعتين «الأحد الأسود» في هذا الإطار. وقال المصدر إن فشل الحادثة في تفجير صراع مسلح بين الجيش والمعارضة من شأنه أن يقوّض دور القوى التي تقف وراءه، و«ستترك لتواجه مصيراً مشابهاً لقوى أنطوان لحد، وإلّا فعليها أن تذهب في خطوة استدراكية تعويضية وفاعلة».
من هنا، كان قلق الدبلوماسي أن يشهد لبنان في الأيام المقبلة حوادث قاسية، منبّهاً من أن المنطقة تقف على عتبة مجموعة من الاستحقاقات العاجلة، بينها الوضع في غزة والمسألة الإيرانية.
ويرى الدبلوماسي أن وضع لبنان بات يكتسب أهمية ملحة في الاستراتيجيا الإقليمية، ولم يستبعد أن تتضاعف الضغوط على سوريا بعد قمة عربية طارئة تعقد في شرم الشيخ.
وختم بالقول: لجأت إسرائيل إلى أقصى ما لديها من قوة في حرب تموز الماضية، وهي «غير قادرة على تحمل هزيمة جديدة».