ديما شريف
تحيي الليسيه الفرنسية ــ اللبنانية الكبرى بالتعاون مع نقابة الخطّاطين «أسبوع الخط العربي» الذي يتضمن مسابقات وتمارين حية يشارك فيها تلامذة المرحلة الأساسية

يتابع تلامذة الصف السادس الأساسي الليسيه الفرنسية ـــــ اللبنانية الكبرى باهتمام كبير تمارين الخط مع نقيب خطّاطي الصحف والمجلات جو حداد في قاعة المكتبة في المدرسة وتحت إشراف معلّميهم. يشرح حداد للتلامذة كيفية كتابة كل حرف من حروف الأبجدية بتقنية خط الرقعة واستعمالاته، ثم يبدأون بكتابة أسمائهم وفق ما تعلّموه.
التلامذة سعداء بالصف حيث يتسلّون ويستفيدون في الوقت نفسه. يقول طارق إنّ خطه جيد وهو لا يحتاج إلى الدروس، لكنّ الأمر ممتع.
أما دنيا، فتعترف بأنّ خطها كان سيئاً جداً لكنه تحسّن بعد مشاركتها في صفوف الخط.
يستطيع التلامذة أن يشاهدوا على لوح وضع في المكتبة الفرق بين مانشيتات الصحف القديمة التي كانت ترسم يدوياً ومختلفة بعضها عن بعض، والعناوين الحالية المرسومة على أجهزة الكمبيوتر. ويعرض حداد نماذج من كتب الخط التي ألفها، ومسابقات خط لتلامذته السابقين يعود بعضها إلى عام 1980.
النشاط كان مفترضاً أن يكون مسابقة خط فقط كما تشرح المديرة المساعدة اللبنانية في المدرسة سوزان أبو رجيلي. فنقابة الخطّاطين أرسلت إلى المدرسة اقتراحاً للمشاركة في مسابقة الخط العربي التي تنظمها، فطرحت منسقات اللغة العربية في المدرسة إقامة أسبوع اللغة العربية قبل المشاركة في المسابقة، وخصوصاً أنّ خطوط غالبية التلامذة سيئة جداً في اللغة العربية، ما يسبّب لهم مشاكل في الامتحانات الرسمية. وتقول أبو رجيلي إنّ المشروع يمثّل مدخلاً للتلامذة وأهلهم ليصبحوا أقرب إلى اللغة العربية.
كما أن الإدارة الفرنسية في المدرسة رحبت بالفكرة «وإن كانوا لا يفهمون اللغة العربية لكنهم يقدرون الوجهة الجمالية للمشروع».
وجرى الاتفاق مع نقيب الخطّاطين جو حداد والفنانة ندى معلوف على تدريب التلامذة على أساليب الخط للصفوف من الأول الأساسي إلى السادس الأساسي. وستعرض أعمال التلامذة في المدرسة بعد الانتهاء من أسبوع الخط أمام الجميع، وهناك خطط اقترحها الأهل تقضي بإقامة معرض خط في السنة المقبلة.
وكان حداد قد أخذ موافقة وزارة التربية والتعليم العالي على إقامة مسابقة للخط العربي في المدارس الرسمية والخاصة.
ويقول حداد إن هناك اهتماماً من جانب التلامذة بتعلم الخط، وهو يركز على تعليمهم خط الرقعة الأكثر تداولاً في الوقت الحالي والأكثر استعمالاً في الكتابة. حداد الذي ألف كتب خط عدة، يحمل هم الخط العربي منذ السبعينات، حين كان أستاذاً للخط. ويعرف حداد أن الخط العربي ليس سهلاً، ويقول إنّ هناك عدم اهتمام كبير بالموضوع في المدرسة الرسمية.
وهو كان قد التقى الوزير الدكتور خالد قباني الأسبوع الماضي وطلب منه إيلاء موضوع الخط العربي في المدارس الرسمية اهتماماً أكبر.
فالمدارس الخاصة تستطيع أخذ القرار بفرض دفتر الخط في المنهاج، فيما لا يستطيع المدير في المدرسة الرسمية أن يتخذ قراراً كهذا. واقترح حداد على الوزير أن يعطي مديري المدارس الرسمية صلاحية فرض دفتر الخط في المراحل الأساسية على الأقل لتحسين خط التلامذة. ويقول حداد إنّ هذا مشروعه ولن يتوانى عن الاستمرار فيه وسيثابر حتى تنفيذه.
ويدعو حداد الوزارة إلى الاهتمام بالخطّاطين الذين يعانون مشاكل عدة، وإلى توظيفهم في المدارس لتعليم الخط للتلامذة.
وفي ما يتعلق بمسابقة الخط، ينتظر حداد المسابقات من المدارس المشاركة وستوزع شهادات موقعة من نقابتي الخطّاطين والمعلمين على الفائزين، ويأمل أن يحصل على توقيع قباني على الشهادات أيضاً.