تبيّن أنه بتاريخ 23/4/2006، شبّ حريق في ميناء الصيد في الكرنتينا، أتى على ثلاث غرف من الخشب والتنك، فيما احترقت غرفتان جزئياً. وعُرف أن فصيلة الجديدة أجرت كشفاً على المكان، وقد أفاد المدعي روبن ياغليان (صياد سمك) أنه وجد درويش ش. في إحدى تلك الغرف صباحاً وهو تحت تأثير المخدرات، فطرده منها، وأقفلها بقفل حديدي، قبل أن يعلم بالحريق الذي ألحق أضراراً في معدات الصيد العائدة له. أما درويش، فأفاد بأنه يعمل لدى روبن الذي طرده من الغرفة لأنه وجده تحت تأثير دواء أعصاب، نافياً إحراقه للغرف.وإثر توسع مفرزة الجديدة القضائية بالتحقيق، ذكر درويش أنه يقيم بصورة غير شرعية على الأراضي اللبنانية، ويتناول أدوية لأنه يعاني مشاكل عصبية. وبعدما أحيل إلى مكتب مكافحة المخدرات، اعترف بتعاطي الهيرويين وبأنه يحصل عليها من شخص يدعى سعيد بمعدل مرة كل أسبوع أو عشرة أيام، وأنه يشتري نصف غرام مقابل ثلاثين ألف ليرة. وبعد التحريات، تمكنت القوى الأمنية من تحديد كامل هوية سعيد الذي تبين وجود أسبقيات عديدة بحقه بجرم ترويج المخدرات.
وأمام قاضي التحقيق، اعترف درويش بتعاطي الهيرويين، وبشرائها من سعيد ح.، لكنه أنكر أن يكون قد أضرم النار في غرف التنك بالكرنتينا. وفي ما يتعلّق بإقامته، أفاد بأنه بصدد إجراء تسوية. أما سعيد ح.، الذي تمكنت القوى الأمنية من توقيفه، فاعترف أمام مستشار الهيئة الاتهامية بتعاطي المخدرات، وأنه كان يتزود بها من تاجر يدعى عباس من بلدة بريتال. واعترف سعيد بأن عباس كان يرسل له الزبائن إلى منزله من أجل بيعهم المخدرات. وأضاف سعيد أنه يعرف درويش الذي كان يعطيه بدل المخدرات سمكاً. أمام المحكمة، اعترف سعيد بتعاطي المخدرات، مؤكداً في الوقت عينه أن دوره كان فقط تسليم المخدرات في منزله لزبائن عباس الذي كان يحصل منهم (الزبائن) على ثمن المخدرات.
أما المدعي روبن ياغليان، فكرر اتهامه لدرويش بإضرام النار في غرفته التي تحتوي على شباك الصيد، مطالباً ببدل مالي قدره 2500 د. أ.
وفي نهاية المحاكمة، أصدرت محكمة جنايات جبل لبنان حكماً بحق درويش قضى بإدانته بتعاطي المخدرات وبإحراق الغرفتين وحبسه سنتين وتغريمه 500 ألف ليرة. أما سعيد، فأدانته المحكمة بجرم الاتجار بالمخدرات وترويجها، وحكمت عليه بالأشغال الشاقة خمس سنوات.
(الأخبار)