طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
كشف مفتي طرابلس والشّمال، الشيخ مالك الشعّار، المنتخب حديثاً، النّقاب عن برنامج عمل لدار الإفتاء «يستوعب الشّمال كلّه»، مشيراً إلى أن «ذلك جزء من مسؤوليته الدّينية المباشرة»، على «الانتظام الإسلامي العام، حتى نحول دون المسّ بما له علاقة بأمن المجتمع والدّولة والوطن».
فإلى جانب تأكيده أنّه سيسعى إلى بلورة «حلول لكلّ المشاكل والقضايا المتعلقة بالدار»، وإيجاد «حلول سريعة للأوضاع المادّية لأحوال العلماء والأئمّة والخطباء والمدرّسين وخدم المساجد والمؤذنين، وتفعيل عمل الإفتاء وتنمية الموارد الوقفية»، قال الشعّار إنّ برنامجه يتضمن «إنشاء مديرية للتعليم الديني تشرف على الجامعات والكلّيات الإسلامية والمعاهد الشرعية والتعليم الديني»، فضلاً عن «إقامة مجلس أمناء يضمّ جميع الجمعيات الإسلامية والحركات الدينية والعاملين في الحقل الإسلامي» في طرابلس والشّمال.
وعلى هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، أشار إلى أنّه فضّل عدم إعلان برنامجه قبل الانتخابات، موضحاً أنّ عمله أستاذاً جامعياً وقاضياً شرعياً قبل انتخابه «يكفي لمعرفة توجّهاتي وأفكاري»، ولافتاً إلى «أنني وضعت البرنامج، وأنا على ثقة بأنّ معظم الأطراف سيتعاونون معي لإنجاحه، فللجميع مصلحة فعلية وكبيرة في تطبيقه، لأنّهم، على تناقضهم وتباعدهم السّياسي، توافقوا عليّ، وهذا أمر أراه دعماً كبيراً لي للسير في البرنامج وإرسائه».
وأكّد الشعّار أنّ هدف إنشاء مديرية التعليم الديني هو «الإشراف على المناهج التعليمية والمدرّسين، بغية التثبّت من تأصيل منهج الاعتدال والوسط».
وفي ما يتعلق بإقامة مجلس الأمناء، أوضح الشعّار أنّ الهدف منه «إيجاد مناخ إسلامي معتدل يقوم على التنوّع الفكري لا التضاد، وهذا بحدّ ذاته يسهم إسهاماً فعّالاً في إرساء قواعد الأمن المجتمعي والمدني والدّيني».
وإذ نفى أن يكون الهدف من إنشاء مديرية التعليم الدّيني تحديد أطر المناهج الدراسية في المعاهد الشرعية والدّينية الخاصة، أوضح قائلاً: «سنرسم دائرة معينة، وسنطلب من الجميع عدم الخروج عن إطارها»، مشيراً بالتزامن مع ذلك إلى أنّه «سنسعى أن نجعل من دار الإفتاء ملتقى لكلّ التيّارات الإسلامية على اختلاف توجّهاتها الفكرية».
وعن كيفية تعامل دار الإفتاء في المرحلة المقبلة مع المعاهد والنّظر إليها أخيراً كأنّها أماكن لتخريج متطرفين وإرهابيين، أكّد الشعّار التقاءه جميع المعنيين بهذا الموضوع، قبل الانتخابات وبعدها، وأنّهم «أبدوا كلّ تجاوب وترحيب مع الأفكار التي عرضناها عليهم، إلا أنّه ليس كلّ ما نقوم به نعلنه، فالأمور مرهونة بأوقاتها».
وكان الشعّار قد أكّد في مؤتمره الصحافي أنّه سيكون عند التزاماته الدّينية والوطنية، و«لن أخضع الإفتاء ودار الفتوى لأي تيّار سياسي».