نهر البارد ـ نزيه الصديق
نظمت «الأونروا» أمس جولة لوفد من الدول المانحة في الاتحاد الأوروبي على مخيم البداوي، بالتنسيق مع لجان المجتمع المدني الفلسطيني في المخيم، للاطلاع على ما نُفِّذ من مشاريع ممولة من الاتحاد. وتفقد الوفد العائلات النازحة من مخيم نهر البارد المقيمين في مدارس الأونروا، واطلع على تنفيذ تركيب مدرستين مسبَّقتي التجهيز، ضمتا طلاب المخيمين في دوامين لكل منهما، بحسب ما أفادت مندوبة الأونروا في الوفد هدى الترك.
وبعد البداوي توجه الوفد إلى البارد للاطلاع ميدانياً على أوضاع النازحين، وسمح للصحافيين للمرة الأولى بالوصول إلى المخيم القديم، وتحديداً إلى تجمع مدارس الأونروا في محيط مركز صامد الذي استخدمته مجموعة فتح الإسلام مركزاً قيادياً طوال أيام المعارك التي دامت 106 أيام. وطمأن مدير مكتب الوكالة الإقليمي في لبنان ريتشارد كوك إلى «أنه ليس هناك عقبات سياسية أو مالية تستهدف مشروع إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى المخيم الجديد والقديم». وبعد سلسلة اتصالات أجراها كوك مع الرئيس فؤاد السنيورة وقيادة الجيش بدأ السماح بدخول من يرغب من النازحين إلى المخيم القديم لإخراج إغراضهم ومقتنياتهم.
وقال كوك إن «إعادة إعمار البارد هي المشروع الأكبر في تاريخ الوكالة، والعلاقة التي تربط الأونروا بمجتمع المانحين سوف تزداد أهميتها كلما تقدمنا أكثر في إعادة إعمار المخيم». وأعرب عن سروره للتعاون والدعم الذي تتلقاه الوكالة من الحكومة اللبنانية، وقد أعلمنا الجيش أنه سيسمح لها بدخول المخيم الرسمي حالما يتفقد النازحون منازلهم بحثاً عن حاجاتهم».
من جهة أخرى، تفقد قنصل هنغاريا في لبنان بيتر لازار، يرافقه رئيس الصليب الأحمر الهنغاري شينماد لاموس أغماس، ورئيس جمعية الصداقة اللبنانية ـــــ الهنغارية محمود شربجي، مخيمي البداوي ونهر البارد، واطلع على أوضاع النازحين فيهما. وكان في استقبال الوفد عدد من مسؤولي فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال.
وجال الوفد في المراكز الصحية والاجتماعية في المخيمين واطلع على حاجاتها، وعلى أوضاع النازحين الذين لا يزال قسم كبير منهم مقيماً في مدارس «الأونروا» في مخيم البداوي، ووعد بـ«تقديم مساعدات في هذا المجال ضمن الإمكانات المتاحة».
وفي موازاة زيارة الأونروا، نظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال اعتصاماً أمام تجمع المدارس الجديدة في مخيم البداوي، بمشاركة ممثلي الفصائل، وجمهور من الأهالي، وأصدرت بياناً دعت فيه «إلى إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وعودة النازحين إليه»، وانتقدت «تقصير الأونروا في التعاطي مع التعهدات التي أعلنتها بتنفيذ خطة إخلاء المدارس من النازحين، بسبب سوء المتابعة والرقابة من فريق الطوارئ، وهدر المال والسمسرة، وسوء تنفيذ مشاريع بناء الوحدات السكنية، والظروف غير الإنسانية التي يعيشها أبناء البارد في التجمعات السكنية».