strong>نعمت بدر الدين
«11 شباط موعد تشييع مبادرة الجامعة العربية وتشريع الأبواب اللبنانية أمام التدويل»، كما تقول مصادر إحدى السفارات المعنية بالملف اللبناني.
لكن السؤال تجاوز «التدويل» إلى: ما هو شكل هذا التدويل ونوعه؟ وأية جهة تطلبه من مجلس الأمن؟ فهل هم العرب أنفسهم بعد نعي المبادرة، وتسليمها إلى «من يرعى الأمن والسلم الدوليين»، أم حلفاء ثورة الأرز وذلك عبر اتصالاتهم ووساطاتهم التي يجرونها على المستويات العربية والدولية؟ جواب مصادر دبلوماسية أوروبية مطّلعة هو: الاحتمالات الثلاثة معاً، والتحضير لها جارٍ على قدم وساق، دون كلل أو ملل.
«من يراقب السياسات الدائرة محلياً كما الصحف وصفحاتها اللبنانية يستنتج أن الأجواء تتجه إلى تجاوز المبادرة العربية نحو التدويل أو إرساء وضع سياسي وأمني جديد».
فحديث مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني عن «لا مبادرات لحل الأزمة اللبنانية بعد المبادرة العربية الحالية»، وتحويل المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الأنظار في اتجاهات أخرى بحديثه عن انتخابات نيابية مبكرة وتدويل خفيّ، وتحذير الأمين العام عمرو موسى من أخطار التدويل إذا فشل العرب، ومن أن التدخل الدولي وارد، قائلاً «أرجو ألّا يفوّتوا تاريخ 11 شباط». كلها إشارات نحو هدف واحد، ولو تعددت الأساليب
والتوريات.
دوائر دبلوماسية رفيعة مسؤولة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة خارجية دولة غربية حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، أعادت تأكيدها استمرار المساعي الحقيقية لنقل الشأن الانتخابي لرئاسة الجمهورية اللبنانية إلى مستوى دولي راعٍ له، أي بعبارة أخرى: «لتدويل الانتخابات الرئاسية وتبني المبادرة العربية، وهناك مشاورات تقوم بها فرنسا مع عدد من الدول للبحث في سبل نقل المبادرة العربية إلى مجلس الأمن بمباركة أميركية، إذ إن فشل المبادرتين الفرنسية والعربية مرتبط بتوجه سياسة الإدارة الأميركية في المنطقة»، متوقعة تأجيل زيارة موسى المقررة بعد غد الجمعة إلى لبنان.
فيما تساءلت مصادر دبلوماسية أوروبية «كيف يعود موسى ولا أوراق لديه، فيما يقول حزب الله إنه لا كلام إلى حين صدور التحقيقات في حوادث الأحد الأسود في الشياح ـــــ مار مخايل.
وقالت المصادر الدبلوماسية الأوروبية «إن موسى بلا معطيات ولا معنويات، ولا يملك ما يقدمه إلى اللبنانيين، وإن الدول المهتمة بالمبادرة والجامعة قد جمدت جميع مساعيها بانتظار التحقيق وأولهم موسى».
دوائر أخرى تقول إن الفرنسيين متوزعون اليوم بين فريقين، فريق أول يرى ضرورة القيام بمساع جديدة للدفع في اتجاه الحل، وفريق آخر يترقب فشل المبادرة العربية، موضحة أن الفريق الأول يحرص على إظهار فرنسا «دولة محايدة وعلى مسافة واحدة من الجميع، أخذاً في الاعتبار أمن القوات الفرنسية المشاركة في قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب»، والدور الفرنسي التاريخي «كعنصر مساعد في الاستقرار وإيجاد الحلول الشاملة لا الجزئية»، والفريق الثاني لا يزال يجاهر بانحيازه إلى فريق السلطة.