غسان سعود
عاد الانسجام بين النائب وليد جنبلاط وقائد «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع إلى سابق عهده. وبعد ما أشيع عن احتجاج جنبلاط من اندفاعة جعجع في «صب الزيت على النار»، يبدو في التموضع الجديد ـ القديم للرجلين أن جنبلاط سيعود ليرأس حربة الموالاة في هجومها المستجد على حزب الله. ففيما كان جعجع يدعو المعارضة إلى الاستفادة من «تجاربنا الماضية وتجنّب الانزلاق والبلد في في داهية كبيرة»، كان جنبلاط يجاهر بصراحة، غير مسبوقة، في اتهام حلفاء سوريا «بالشراكة، التقنيّة والسياسيّة والعملانيّة، مع النظام السوري في جرائم الاغتيال». وجديده، في هذا السياق، ربط الاغتيالات بانتقادات صحيفة «الأخبار» لهذا أو ذاك.
وبحسب أحد نواب جنبلاط، فإن كلام رئيس اللقاء الديموقراطي يمهّد لوضع الإصبع على الجرح في ذكرى 14 شباط الثالثة، التي كان لجنبلاط فيها، العام الماضي، كلام من العيار الثقيل. وخصوصاً، وفق النائب ـــــ الوزير نفسه أن لهذه المناسبة وقعاً ثقيلاً على سيّد المختارة، يجعله يخرج عن هدوئه، ويسمّي الأشياء بأسمائها. و«يفترض بالآخذين على جنبلاط تسرعه في إطلاق اتهامات كهذه، مراجعة من يحلّلون يومياً سفك دمه عبر اتهامه بالعمالة لإسرائيل».
بدوره، يربط النائب إيلي عون الضجة المثارة حول تصريح جنبلاط الأخير بالصراحة التي تميّزه وتعطيه نكهة خاصة. مؤكداً أن الكلام الأخير لا يهدف إلى التصعيد، بل يمثّل جرس إنذار يدفع المعنيين إلى وقف سوق الاتهامات العبثيّة، وخصوصاً أن الفريقين سيعودان ليجلسا حول طاولة الحوار. وعن علاقة حزب الله بالاغتيالات، يقول عون إنه «ما من معطيات جديدة، لكن لا أحد يمكنه تصوّر كيف يمكن حزب الله خرق الاستخبارات الإسرائيلية، ومعرفة تفاصيل ما يحصل في تل أبيب، ومتابعة «وزِّ البرغشة» حيثما وجدت، ثم يُجهل من يحضر العبوات ويزرع المتفجرات على بعد أمتار قليلة من ضاحيته».
فيما يرى أحد نواب المعارضة أن جنبلاط، الذي سبق أن أكد من مقر قيادة حزب الله في حارة حريك، أن اتهامات كهذه تهدف حصراً إلى إثارة الفتنة، مهّد لكلامه الأخير عبر سلسلة تصريحات تناوب على قراءتها نواب اللقاء الديموقراطي ووزراؤه منذ اغتيال المقدم وسام عيد. وهذا الاتهام لا يمثّل، وفق النائب نفسه، أكثر من صدى لما سبق للضابط الأميركي المتقاعد توماس سميث أن أشار إليه يوم تفجير عيد عن ضلوع حزب الله مباشرة في هذا الاغتيال عبر «غرفة العمليات» المشتركة التي يديرها مع أجهزة أمنيّة سوريّة وإيرانيّة في لبنان.
كلام يثني عليه نائب حزب الله أمين شرّي الذي لا يرى جديداً في كلام جنبلاط، مؤكداً أن هدوءه السابق كان لمقتضيات أميركية بحتة، وكان «يرتاح ويستعد لجولة مقبلة من الخداع». ويدعو شري إلى تجاهله، مستغرباً تحميل الحزب مسؤولية عدم القبض على شبكات الاغتيال، متسائلاً عن دور فرع الخمسين مليون دولار (فرع المعلومات) والإف بي أي التي حققت بهذه الجرائم والممسكين بالسلطة. علماً أن تصريح جنبلاط، وفق مطّلعين سيكون مسودة خطابه يوم 14 شباط المقبل.