باريس ـ بسّام الطيارة
«ميشال سليمان هو المرشّح التوافقي إلى أن يتّفق اللبنانيون على سواه»، هذه هي خلاصة ما يدور في دوائر المهتمين بالقضية اللبنانية في باريس. وهذه أيضاً ما يمكن أن تكون الخلاصة التي توصلت إليها المداولات بين الإليزيه ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال زيارة «غير معلنة من قبل».
تدرك الإليزيه أن المسألة اللبنانية دخلت «نفقاً لا مخرج له»، لكن هذا لا يمنع وجود إرادة قوية لدى باريس بالعمل على حل يجنّب لبنان الفوضى.
قد يفسّر هذا الأمر تكاثف الزيارات والمشاورات ذات الصلة بالأزمة اللبنانية إلى العاصمة الفرنسية. ولوحظ أن سفير الجامعة العربية فيها ناصيف حتّي قام بزيارة عمل لأكثر من ساعة إلى الإليزيه، قبل ساعات من وصول الفيصل. وقد سألت «الأخبار» السفير عن زيارته فقال إنها جاءت في إطار توفير الدعم للمبادرة العربية. لكن هذا لم يمنع أوساطاً مقرّبة من الملف اللبناني من الإشارة إلى أن «المناقشة دخلت في إطار التطورات الأخيرة في لبنان». وجواباً عن سؤال آخر حول لقائه والفيصل في الإليزيه قال حتّي «لم يحصل لقاء بيننا». وأعاد حتّي التأكيد على أن فرنسا تدعم المبادرة العربية وهو الأمر الذي يردّده الفرنسيون دائماً.
بدورها، أكّدت الناطقة باسم الخارجيّة الفرنسيّة باسكال أندرياني هذا الدعم خلال إجابتها عن سؤال، وخصوصاً أن وزارة الخارجية تستقبل بشكل شبه متواصل مبعوثين لبنانيين، وكذلك الإليزيه. وأعادت تأكيد «دعم باريس للخطة العربية». وفي سؤال عن «تحرك فرنسا لما بعد ١١ شباط»، قالت: «نحن نتمنّى أن تتاح الظروف لاجتماع البرلمان من أجل انتخاب رئيس».
يرى بعض الأوساط أن نقل معالجة الموضوع اللبناني سوف ينتقل إلى باريس بعد 11 شباط، أن الحديث عن استئناف مؤتمر من نوع سان كلو عاد بقوة، وأن مسؤولين حزبيين لبنانيين من المعارضة ومن الأكثرية يسعون في لقاءات مع الخارجية الفرنسية لعقد اجتماع لبناني عريض يمكن الجامعة العربية أن تلعب دوراً قوياً فيه. والجديد حسب بعض المحافل أن الوساطة الفرنسية ستكون على خطّ دمشق ـــــ الرياض دون الخوض في تفاصيل الحلّ اللبناني، وهو ما يسمح للفرنسيّين بمواصلة القول إن «الحوار السياسي حول لبنان مقطوع مع سوريا».