عملت عائلة بريطانية (الزوج والزوجة وولدهما) لمدة أكثر من ثلاثة عقود على تزوير قطع أثرية وبيعها للمتاحف على أنها أصلية. وكان عملهم بغاية الدقة لدرجة أن خبراء دار المزادات العلنية كريستيز وخبراء المتحف البريطاني لم يكتشفوا التزوير. فقبل ثلاث سنوات باعت العائلة تمثال «أميرة تل العمارنة» إلى متحف بولتون البريطاني بمبلغ يتجاوز 800 ألف دولار أميركي على أنه قطعة فريدة من نوعها وهو يمثل والدة الفرعون توت عنخ أمون.وحقق الخبراء وأكدوا قدم التمثال فتوسّط قاعات متحف بولتون إلى أن «فضح» الولد أهله وأطلع القضاء البريطاني على خفايا التزوير. ولم تكن تلك أول تحفة تزوّرها أو حتى «تصنعها» عائلة غرينهالغ هذه، وهي واحدة من عشر تحف بيعت خلال العقود الماضية في الأسواق اللندنية على أنها أصلية.
أما الآن وبعد أن أقرّ القضاء البريطاني بسجن الوالدين (اللذين تتجاوز أعمارهما الثمانين عاماً) فقد عادت القضية إلى قاعات متحف بولتون لمعرفة قراره بشأن التحفة. ففي أحد الأوقات تقرر تدميرها لأنها مزوّرة. ولكن إدارة المتحف عادت ودرست خلفيات القضية فقررت من جهة ملاحقة العائلة قضائياً للحصول على المبلغ الذي دُفع لشراء القطعة وذلك لتعويض الخسارة، ومن جهة أخرى قرر مجلس الإدارة إعادة عرض القطعة في وسط المتحف (في مكانها الأصلي) مع الإشارة الى أنها مزوّرة وكتابة «قصتها» على اللوحات المحيطة بها وشرح تقنيات التزوير التي اتبعتها العائلة.
تجدر الإشارة الى أن «تصنيع» هذا التمثال هو «عبقرية» بحد ذاتها، فعائلة غرينهالغ اختارت فترة تندر القطع الأثرية العائدة إليها، فلتمثال «أميرة تل العمارنة» شبيه واحد معروف ومعروض في متحف اللوفر، ما يعيق عمل الخبراء الذين يعتمدون على المقاربة الفنية في تحديد أصالة القطعة وتاريخها.