عكار ــ خالد سليمان
بينما كان توفيق فياض يجتاز الطريق إلى منزل ابنه صدمه بيك آب محمّل بالأغنام المهرّبة مما أدى إلى سحل جثته بالاسفلت لعدة أمتار، فيما لم يصب السائق الذي كان يقود بسرعة جنونية، بأي أذى.
فياض كان آخر ضحايا حوادث السير على أوتوستراد التليل في عكار الذي يسميه الأهالي «طريق الموت» لأنه يحصد سنوياً عشرات القتلى ومئات الجرحى وتسجل عليه أعلى نسبة حوادث في عكار.
ففي شهر كانون الأول الماضي قتل سبعة أشخاص في حوادث سير مختلفة بينهم الملازم في الجيش اللبناني ايلي حاكمة (من القبيات) الذي اصطدمت سيارته المرسيدس بشاحنة متوقفة على جانب الطريق بشكل غير نظامي (الصورة)، وبعد أسبوع قُتل شابان من بلدة المقيبلة في حادث مشابه عندما اصطدمت سيارة فان كانا في داخلها بشاحنة كانت تسير على الطريق نفسه. وكادت سيارة مسرعة تحمل مواد مهربة أن توقع مجزرة في التليل بعدما لاحقتها دورية للدرك وسط البلدة مما دفع العناصر الأمنية الى المناداة بالمكبّر على الناس بالابتعاد عن الطريق حرصاً على حياتهم قبل أن يُلقى القبض على المهرب.
وعلى جانبي الأوتوستراد الذي يشطر البلدة الى نصفين مؤسسات تجارية ومدارس ومنازل، كما تقع الكنيسة في الجانب الآخر من الطريق مما يعرّض حياة الناس للخطر الدائم.
ورغم إشارات السير الكثيرة المنتشرة على جانبي الطريق، فإن أكثر الحوادث تحصل عند نقطة «الكوع المخفي» الواقع على منحدر قاس تليه تلة صغيرة تحيط بها مؤسسات لبيع المفروشات واستراحات وملاهٍ للأطفال، ويصعب على المارين لأول مرة على الطريق الانتباه للمنعطف وتجنّب الحوادث في هذه المنطقة.