اتصل مجهول بالسفارة الألمانية في الرابية يوم 4/1/2008، من رقم مجهول وقال للموظف الذي رد عليه إنه يدعى عبد الرزاق، ومن ثم أخبره بأن ألمانيا ستتعرض لتفجيرات إرهابية بعد ثلاثة أشهر من تاريخه سينفّذها تنظيما القاعدة والجهاد الإسلامي، وحدّد له بالتفصيل أن ذلك سيحدث بعد شراء قنبلة وإدخالها إلى ألمانيا عبر فنلندا.وبعدما أعلمت السفارة الأجهزة المختصة، جرى تحديد البطاقة الهاتفية التي استخدمها المتصل بنتيجة التحقيقات، وجرى تتبّع كل الاتصالات التي أجريت بواسطتها، ليتبيّن أنها بطاقة «كلام» مدفوعة سلفاً تحمل الرقم التسلسلي 35468201.
عاود عبد الرزاق المذكور الاتصال بالسفارة عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 8/1/2008 وطلب من الموظف الذي رد عليه أن يتصل به عند الساعة الساسة تماماً من مساء اليوم نفسه وزوّده برقم هاتف ثابت في بيروت. بدورها اتصلت السفارة الألمانية بمكتب مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة، وجرى التنسيق مع المكتب على أن يصار إلى الاتصال بالشخص المذكور على الرقم الثابت الذي أعطاها إيّاه في الوقت المحدد. وبالفعل تم الأمر، بعدما كان مكتب مكافحة الإرهاب قد حدّد مكان الرقم الثابت، وتبيّن أن الرقم يعود إلى سناك في محلة قصقص. وأثناء إجراء الاتصال، تحركت على الفور دورية تابعة للمكتب وألقت القبض على الشخص المشتبه فيه. وعند تفتيشه عثروا بحوزته على بطاقة الـ«كلام» التي استُخدمت في الاتصال الأول، كما تبيّن أن اسمه الحقيقي هو أيمن ن. وهو مواطن سوري الجنسية.
خلال التحقيقات الأوّلية معه أمام الأجهزة الأمنية، تحدث أيمن عن مخططات إرهابية لضرب وزارة العدل في ألمانيا انتقاماً لبعض عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يُحاكمون هناك، إضافةً إلى عمليات انتحارية في مقارّ أخرى لقتل أكبر عدد من المدنيين.
إلا أن أيمن عاد واعترف بعدم صحة المخططات الإرهابية التي زعم أنه يجري التحضير للقيام بها، وأفاد أنه هدف من ورائها إلى الحصول على مساعدة من السفارات الأجنبية والأمم المتحدة، وعلى لجوء سياسي في إحدى الدول الأوروبية له ولأفراد عائلته. كما اعترف بدخوله الأراضي اللبنانية خلسة عبر الحدود السورية اللبنانية.
وبناءً على ما تقدّم، دان القاضي المنفرد الجزائي في بيروت هاني حلمي الحجار المدعى عليه أيمن، بعدما ادعت عليه النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، سنداً للمادة 402 عقوبات «لإقدامه على إعلام سلطة قضائية بجريمة يعرف أنها لم تقترف، وكان سبباً للمباشرة في تحقيق تمهيدي أو قضائي باختلاقه أدلة مادية على جريمة». كما دانه بالمادة 32 أجانب لدخوله لبنان خلسة. وأصدر القاضي حجار حكماً على أيمن قضى بحبسه ستة أشهر وتغريمه مبلغ مئة ألف ليرة.
(الأخبار)